تواجه أوروبا تدفقات غزيرة من اللاجئين والمهاجرين الفارين من الحروب فى بلدانهم التى تشهد حالة من الحرب الاهلية أو بسبب سيطرة جماعات الإرهابيين عليها، والتعدى عليم وأثر بعضهم وإغتصاب نسائهم، مما دفعهم للتفكير فى الهروب واللجوء إلى احد الدول الأوروبية حتى يعيشون فى استقرار، وقد شهدت العديد من الدول الأوروبية على راسها ألمانيا واليونان تدفقات خيالية بالنسبة للمهاجرين، وليس هذه الدول فقط، ولكن هناك السويد، والنمسا وسلوفينيا، وغيرها.
وعن هذه الظاهرة التى لم تنتهى بعد منذ نشوبها بغزارة فى العالم منذ عام 2012 تقريباً، فقد أشارت المجلة الفرنسية "جون أفريك"، إلى ما قاله الدبلوماسى الغانى والأمين العام للأمم المتحدة فى الفترة ما بين 1997 و2006، كوفى عنان عن كيفية مواجهة الأزمة والتى لم تنحل تماما بالأسيجة والجدران العازلة،وإنما هذه الأدوات ماهى إلا أساليب هروب، ولن تتسبب إلا فى موت المزيد من المهاجرين واللاجئين.
وقف استقبال اللاجئين وحصر تدفقهم شئ مستحيل
وقال كوفى عنان فى مجلة "جون افريك" ، ان مشاهد الموت اصبحت كثيفة وتحدث باستمرار فى البحر المتوسط، وأن الهجرة هى أحد أقدم الأنشطة البشرية على الإطلاق، ولابد أن نجزم على أن وقف استقبال اللاجئين وحصر تدفقهم شئ مستحيل مهما كانت الإجراءات، وهى مشابهة لأمواج البحر، أى بمعنى أوضح لا يمكن وقفهم ولهذا السبب يتعين على المجتمع الدولى أن يدير أزمة اللجوء والهجرة بالتعاطف والرحمة، وإيجاد الحلول التى لم تجعل هذه الأشخاص فى معاناة أكبر مما هم فيها.
وأكمل عنان حديث قائلاً، ان اللاجئين ضحية كبيرة للحروب وللبلدان التى يلجئون إليها، ففى حقيقة الامر أن اللاجئ ما هو إلا عبئ، من وجهة نظر القائمين على البلدان التى تستقبلهم فى أوروبا، والتى لجئت مؤخراً لسياسة تجاهل اللاجئين، سواء بمحاولات منع دخول اللاجئين أو بتعزيز الإجراءات الأمنية التى تصعب دخول اعداد كبيرة منهم، وأشار "عنان" إلى أنه بالنسبة للعديد من المسؤولين، تشكل الهجرة معضلة سياسية معقدة تتلخص فى كيفية التوفيق بين مطالب مواطنيهم ومصالح المهاجرين، وبالطبع هو امر يستحق التفكير كثيراً ولا يوجد شك فى أنهم لابد أن يوافقوا على التكيف والتأقلم مع ثقافات وعادات البلدان التى يتوجهون إليها.
لللاجئين أدوار هامة فى أوروبا
ومن ناحية اخرى قال عنان كثيراً ما يكون اللاجئين أكباش فداء، ولكن إذا نظرنا لحقيقة الأمر لوجدنا لللاجئين أدوار هامة فى البلدان الأوروبية، فهم يسدون ثغرات حرجة تتعلق بالمهارات البشرية والحرفية، حيث يشغلون وظائف لا يستطيع غيرهم ممارستها، أو ربما يرفضون القيام بها، ويحلون محل قوة العمل فى بلد تتمكن منه الشيخوخة السكانية المتزايدة أو يتقلص عدد سكانه.
اعداد تدابير وانظمة لمعالجة الازمة
وتابع قائلاً، يتعين على اوروبا والدول المستقبلة لهم فى مختلف انحاء العالم أن تعمل على تزويد أنظمة الهجرة بالموارد اللازمة لمعالجة طلبات اللجوء بسرعة ونزاهة وصراحة، حتى يصبح من الممكن حماية اللاجئين وإعادة توطينهم بأمان، كما أن البلدان الأوروبية تحتاج إلى وضع آليات للحد من تدفقات المهاجرين القادمين ، ولكن عن طريق معايير تقاسم الأعداد بشكل صحيح وعلى العديد من البلدان، فأزمة اللاجئين أصبحت مشهد بائس للغاية ورمز للمعاناة.
والجدير بالذكر أن كوفى عنان أشاد باستقبال ألمانيا للاجئين سوريين، حيث قال فى سبتمبر الماضى أن الألمان أظهروا تعاطفا وتضامنا واحتراما لقدسية الحياة"، وأبدى عنان سعادته حيال الطريقة التى رحب بها الرأى العام فى ألمانيا باللاجئين مشيرا إلى أنِ هذا الأمر يملؤه بالأمل.