يمر إقليم كتالونيا الإسبانى، اليوم الخميس، بمرحلة فاصلة جديدة فى تاريخه، حيث تعقد اليوم انتخابات إقليمية مبكرة لانتخاب برلمان جديد، وسط ترقب واهتمام شديد من طرفى أزمة الانفصال لمعرفة عدد المقاعد التى سيحصل عليها الانفصاليون فى هذه الانتخابات، بما يحدد ما إذا كان القادة الانفصاليون الملاحقون قضائيا سيعودون لحكم الإقليم أم لا، خاصة وأن أحد المرشحين يوجد فى السجن والآخر هارب فى بروكسل.
ووفقا لصحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية فإن إسبانيا نشرت أكثر من 17 ألف من رجال الشرطة فى الإقليم التى يعقد فيها انتخابات مبكرة، وكانت الحكومة المركزية فى أسبانيا قد فرضت الحكم المباشر على كتالونيا قبل أكثر من شهرين، وأقالت رئيس وحكومة الإقليم وحلت البرلمان، وذلك فى أعقاب إعلان السلطات هناك استقلالها عن البلاد، بعد اجراء استفتاء من طرف واحد.
وأوضحت الصحيفة، أن 5.5 مليون كتالونى يذهب لمراكز الاقتراع اليوم، حيث الإقبال كان تاريخيا على اللجان الانتخابية فوصل حتى الآن 80%، وهناك 38 مرشحا.
ووفقًا لاستطلاعات الرأى، فإن الحملة الانتخابية التى جرت فى الأيام الأخيرة، لم توضح من سيفوز فى الانتخابات الإقليمية اليوم فى كتالونيا ، والمرشحين هم خوردى تورول (JxCat)، ومارتا روفيرا "(ERC)، انيس اريماداس Cs))، خابير دومينيك (En Comú-Podem)، ميجيل أثيتا (PSC)، كارليس ريفيرا(CUP)، خابير جارثيا البيول (PP).
وتأمل الأحزاب الرافضة لانفصال كتالونيا بتحقيق فوز كبير فى تلك الانتخابات، وأعرب رئيس الحكومة الإسبانى ماريانو راخوى عن اقتناعه بأن هذه الانتخابات ستساعد على إنهاء الفوضى الانفصالية فى المنطقة، داعيًا إلى المشاركة بأعداد ضخمة فى الانتخابات، وأن تحول الأغلبية الصامتة صوتها إلى تصويت لاستعادة كتالونيا من فوضى الانفصال.
وأضاف: "الآن لدينا فرصة لأول مرة منذ 40 عاما، لإغلاق الباب على النزعة الانفصالية إلى الأبد من خلال التصويت لحزب الشعب فى كتالونيا بالانتخابات المقبلة"، معربًا عن أمله بهزيمة الانفصاليين فى الانتخابات والتى ستهيمن عليها مساعى نواب الإقليم للاستقلال، داعيًا الناخبين إلى المشاركة بكثافة، مشددًا على العمل لضمان عدم فوز المجموعات الداعمة للاستقلال، محاولا كسب الدعم لحزب الشعبى فى الانتخابات الإقليمية فى كتالونيا التى لا تزال منقسمة بشأن الاستقلال رغم إعلان البرلمان الانفصال بشكل أحادى.
وبدأت الأزمة بين مدريد وكتالونيا عندما صوت البرلمان الكتالونى على استقلال الإقليم فى إعلان أحادى أدى إلى إخضاع كتالونيا إلى وصاية الحكومة الإسبانية المركزية، الأمر الذى تسبب بأسوأ أزمة سياسية فى اسبانيا منذ أن أصبحت ديمقراطية فى عام 1978وأثارت أزمة استقلال كتالونيا المخاوف فى بروكسل فى وقت يتعامل الاتحاد الأوروبى مع تداعيات بريكست، فيما نقلت أكثر من 2400 شركة مقارها القانونية من الإقليم وسط حالة من الضبابية.