استؤنف التصويت، صباح السبت، فى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية فى الجمهورية التشيكية التى يتنافس فيها رئيس الدولة المنتهية ولايته الموالى لروسيا ميلوش زيمان والاستاذ الجامعى الموالى لاوروبا ييرى دراهوس.
أحدثت المنافسة بين مرشحين يقفان على طرفى نقيض استقطاباً واسعاً فى المجتمع التشيكى، خصوصا بشأن قضية الهجرة ووجهة السياسة الخارجية لهذا البلد العضو فى حلف شمال الاطلسى منذ 1999 وفى الاتحاد الأوروبى منذ 2004.
حض المرشحان الناخبين إلى التوجه بكثافة الى مراكز الاقتراع وشهد اليوم الأول من الدورة الثانية الجمعة تعبئة كبيرة للناخبين الذين صوت حوالى نصف المسجلين منهم، كما ذكرت وكالة الأنباء التشيكية (تشى تى كا)، وهو عدد أكبر بعشر نقاط عن الرقم الذى سجل فى الدورة الأولى.
وفى الدورة الأولى التى جرت فى 12 و13 يناير، بلغت نسبة المشاركة النهائية 61,9%.
ويتمتع زيمان (73 عاما) المعروف بآرائه المؤيدة للصين والمعادية للهجرة، خصوصا بدعم الأوساط الريفية وعمال الصناعات اليدوية، بينما يلقى دراهوس (68 عاما) المدير السابق لأكاديمية العلوم تأييد أوساط المثقفين فى المدن الكبرى.
ويرى دانيال هاييك الذى يعمل فى قطاع الصناعات الجوية، ان زيمان المعروف ايضا بآرائه المعادية للمسلمين "يفتح الطريق للتعاون مع بلدان مثل روسيا والصين وهذا مهم لنا لخلق وظائف".
قالت المحاسبة يتكا تيساروفا ان "ييرى دراهوس لبق ومثقف وسيمثل بلدنا بشكل جيد". لكن ييكا تيساروفا قالت "لا نريد توجيه دفة الجمهورية التشيكية نحو الشرق".
ويكرر كلمة "لبق" فى أغلب الأحيان الراغبون فى تغيير الرئيس، ملمحين بذلك إلى الأسلوب الفظ فى بعض الاحيان للرئيس المنتهية ولايته الذى لا يخفى ولعه بالسجائر والمشروبات الكحولية.
وصرح لوبوس هورسيك الخبير فى الأجهزة السمعية أن دراهوس "رجل لبق بكل معنى الكلمة. ميلوش زيمان أنانى لم يرغب يوما فى التوصل الى توافق ولم يسع سوى إلى الكسب".
وأكدت الطالبة روزالى فونشوفا "نأخذ على ييرى دراهوس أن آراءه ليست حازمة لكن هذا برأيى يدل على انه يفكر ملياً بالأمور، الأذكياء مثله يشككون دائما وينظرون إلى الأمور من وجهات نظر مختلفة" ،فى المقابل ينتقد مؤيدو زيمان ضعف الخبرة السياسية لدى خصمه الباحث فى الفيزياء.
وقال المتقاعد فرانتيسيك روزيتشكا "أنا رجل قانون. هل تريدون أن أصبح مدير مستشفى لطب العيون؟ سيصاب الجميع بالعمى فى أقل من اسبوع".
وأكدت الطباخة ايرينا كودلاتشكوفا "أقدر خصوصا صراحة ميلوش زيمان، الصراحة فى كل ما يقول".
ويجرى الاقتراع وسط مشاكل تواجهها حكومة الملياردير الشعبوى اندرى بابيش حليف زيمان الرئيس الثالث منذ استقلال الجمهورية التشيكية عام 1993، بعد الكاتب المسرحى وصانع "الثورة المخملية" عام 1989 فاتسلاف هافل الذى توفى فى 2011، والمشكك فى الاتحاد الأوروبى فاتسلاف كلاوس.
وحصل زيمان على 38,56 % من الاصوات فى الدورة الاولى بحسب النتائج الرسمية، فى مقابل 26,60 % لدراهوس (68 عاما).
ولا يتمتع رئيس تشيكيا بصلاحيات واسعة كتلك الممنوحة لرئيسى الولايات المتحدة او فرنسا، لكنه يعين رئيس الوزراء طبقا لنتيجة الانتخابات التشريعية ثم يعين الحكومة. وهو يصادق على القوانين التى يقرها البرلمان ويعين ايضا اعضاء مجلس البنك المركزى والقضاة وأساتذة الجامعة.