تمكنت أجهزة المخابرات الهولندية من زرع عُملاء لها داخل شبكات قراصنة الإنترنت في روسيا، واستطاعت الحصول على أدلة دامغة تثبت تدخل الإدارة السياسية الروسية فى الانتخابات الأمريكية.
وذكرت صحيفة "البيان" الإماراتية أن تقارير هولندية تفيد بأن هيئة المخابرات الوطنية كانت تراقب مجموعة قراصنة معروفة باسم "كوزي بير"، أو "الدب الدافئ" منذ العام 2014. وتمكن العاملون في جهاز المخابرات الهولندي من اختراق الشبكة التي كان يديرها القراصنة من مبنى جامعي بالقرب من الساحة الحمراء في موسكو، حتى أنهم تمكنوا من الوصول إلى كاميرات مراقبة الغرفة.
وتابعت التقارير نقلاً عن مصادر أمريكية وهولندية لم تسمها "كان بوسع المخابرات أن ترى ماذا يفعله الروس وأيضاً من يقوم بذلك".
وأبلغت المخابرات الهولندية نظيرتها الأمريكية بالأمر عندما رصدت فى العام 2015، قراصنة روسيين وهم يخترقون معلومات مسئولين فى الحزب الديمقراطى وينقلون آلاف الرسائل الإلكترونية والوثائق، إلا أن الأمر تطلب أشهر قبل أن تدرك الولايات المتحدة معنى ما يحصل، وذلك بأن الروس تدخلوا في الانتخابات الأمريكية عبر عمليات القرصنة هذه، وأن عملاء المخابرات الهولندية شاهدوا ذلك بأعينهم، بحسب التقارير.
وتدور شبهات كثيرة بأن "كوزي بير" وراء التدخل في الانتخابات الأمريكية التي فاز بها الرئيس دونالد ترامب، ما أدى إلى اتخاذ مكتب التحقيقات الفيدرالية "اف بي آي" قراراً بالبدء في عمل تحقيقات موسعة بناء على المعلومات الهولندية.
وحينما تمكن عميل المخابرات الهولندية من اختراق حسابات "الدب الدافئ"، لم يكن لديه أدنى فكرة عن الآثار المترتبة على ما يقوم به من عمل، ولكن بعد مرور عام، جلس هو وعُملاء آخرون في مبنى بمدينة زوتيرمير القريبة من لاهاي يُتابع كيفية اختراق القراصنة الروس، اللجنة السياسية العليا للحزب الديمقراطي في أمريكا، من دون أن يُلاحظ القراصنة أي شيء، وتابعوا عن بُعد كيفية الحصول على مئات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني، وإدخال تغييرات نصية بما يتوافق مع أهداف حكومة الكرملين، ثم إعادة توجيهها مرة أخرى.
لكن لم يتم تنبيه أجهزة المخابرات الأمريكية إلا فى وقت متأخر، لذلك لم تتمكن حكومة واشنطن من اتخاذ تدابير أمنية لحماية مسارات انتخابات الرئاسة التي تنافس فيها ترامب من الحزب الجمهوري، وهيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي.
ومع مرور الوقت، اتضح أن مخاوف الحكومة الهولندية بالتدخل الروسي في الانتخابات كان لها أساس من الصحة، إذ كانت المؤشرات الأولية العام الماضي، تفيد بتدخل خارجي في الانتخابات، فقبل أيام قليلة من إجراء الانتخابات البرلمانية في هولندا، مارس الماضي، بدأ شبح «الهاكرز» الروس يخيم على الانتخابات الهولندية بعد الولايات المتحدة، الأمر الذي أدى إلى فرض هولندا إجراءات أمنية مشددة، تمثلت في قرار حكومي بالتخلي عن استخدام أجهزة الكمبيوتر لفرز الأصوات، واحتساب النتائج يدوياً لتجنب أي تلاعب إلكتروني مُحتمل.