قرر حلف شمال الأطلنطى ناتو، إعادة التوسع فى عدد مراكز القيادة والسيطرة التابعة للحلف الذى يضم 29 دولة وكذلك قرر الدفع بتشكيلات قتالية قوامها 3000 فرد إلى أفغانستان وإنشاء مركزين جديدين للقيادة والسيطرة تكون مهمتهما إدارة حركة قوات الحلف عبر الأطلنطى وأوروبا.
وقال مراقبون إن الحلف يهدف من خلال هذا الإجراء مجابهة التهديدات المتصاعدة من روسيا، وصرح جينز ستولترنبيرج السكرتير العام للحلف بأن السعى يتم لإعادة التوسع فى شبكة مراكز القيادة والسيطرة البالغ عددها حاليا سبع مراكز يعمل فيها سبعة ألاف فرد مقارنة بعدد 33 مركزا للقيادة والسيطرة كان يعمل بها 22 ألف فرد خلال الحرب الباردة التى ما لبثت وأن وضعت أوزارها إلا واستتبع ذلك تقليص شبكة مراكز القيادة والسيطرة التابعة للحلف.
ويقول المراقبون فى بروكسل حيث مقر حلف شمال الأطلنطى إن أجواء تشبه فترة الحرب الباردة تسيطر حاليا على مخيلة صناع القرارات الاستراتيجية فى الحزب منذ سيطرة روسيا على جزيرة كرايمين الأوكرانية فى مارس 2014 ومساندتها للانفصاليين الأوكرانيين وهو ما اعتبره الغرب تهديدا مباشرا له.
ومنذ هذا التاريخ كادت المناوشات بين بوارج ومقاتلات الناتو والمقاتلات الروسية أن تشعل فتيل احتمالات نشوب صراع روسى غربى اضطر الناتو على إثره إلى دعم مراكزه القتالية فى منطقة البلطيق وبولندا من خلال نشر قوات متعددة الجنسية لدول الحلف قوامها 4500 فرد.
وعلى ضوء هذا التصور جاء قرار الناتو بإنشاء مركزيه الجديدين للقيادة والسيطرة بهدف تأمين الخطوط الملاحية بين شمال أمريكا وأوروبا فى حالة استقدام قوات من خارج أوروبا وكذلك تسهيل تحرك فعال وسريع لهذه القوات عبر دول وسط وغرب أوروبا باتجاه مسارح المواجهة المحتملة فى شرق أوروبا وتسخير قدرات البنية التحتية الأوروبية فى مجالات الطرق والنقل الحديدى والجوى لخدمة الجهد الحربى للناتو.
ووفقا للمصادر الدبلوماسية، يدرس حلف شمال الأطلنطى إقامة قيادة جديدة لبحرية الناتو فى أى من أمريكا أو البرتغال أو فرنسا أو إسبانيا، وقالت مصادر الحلف إنه تتم المفاضلة بين القيادة البحرية الجديدة فى أى من تلك الدول أو إقامتها فى إحدى دول وسط أوروبا، فيما سيتم تعزيز دور قيادة الدعم اللوجستى للناتو والتى توجد فى ألمانيا.