أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع، الأمين العام للمجلس، أمس، حلقة نقاشية دارت حول المجموعة القصصية "لقاء لم يتم"، للكاتب الدكتور عادل وديع فلسطين، وذلك فى إطار سلسلة "إبداعات" الشهرية، التى تنظمها لجنة القصة بالمجلس.
أدار الندوة عضو لجنة القصة الناقد الدكتور ربيع مفتاح، وشارك فيها الدكتورة زينب العسال، الناقد محمد قطب، الكاتب شوقى عبد الحميد، بحضور الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس، والفنان التشكيلى الكبير جورج بهجورى، والكاتب نبيل عبد الحميد رئيس مجلس إدارة نادى القصة، بالإضافة لمجموعة من النقاد والإعلاميين، ومتابعى الشأن الثقافى.
قدم الدكتور ربيع مفتاح نبذة حول مسيرة الكاتب الدكتور عادل وديع فلسطين، مشيرًا إلى أنه طبيب متخصص فى الأمراض الصدرية، وقد نُشرت له عشرات المقالات فى الصحف المصرية، وأوضح أن بعض قصص هذه المجموعة القصصية، مستوحاة من الواقع الحياتى للكاتب، كما يستشعر قارئ أعماله التركيز على الجوانب الميتافيزيقية بما تحمله من غموض.
وأشارت الدكتورة زينب العسال إلى عدة نقاط، رصدتها من خلال قراءتها لمجموعة (لقاء لم يتم) القصَّصية، مثلما قام به الكاتب من كشف عن جوهر الإنسان بغض النظر عن ما يريده هذا الإنسان، سواء كانت عمامة الشيخ أو القص، وركز الكاتب على ما يحمله الإنسان من خير وحب للآخر فى نفسه، كما جاء فى أحداث قصة "عمة سيدنا"، التى تناول فى أحداثها الكاتب العلاقة بين المسلم والمسيحى، الذى اجتمعت الأديان كافة على فكرة حب الخير وإبعاد الشر فى تعاملات الإنسان، وهى فكرة الجمع والتقريب وليس العكس.
ووضع الدكتور محمد قطب يده على تنوع موضوعات هذه المجموعة القصصية، وأشار إلى استطاعة المؤلف لإبراز عددًا من المتغيرات الإنسانية والاجتماعية والسياسية، كما استخدم أيضًا مجموعة من الثنائيات مثل الخير والشر، الحزن والألم إلى آخره من المتضادات التى تساهم بلا أدنى شك فى تعزيز الجوانب الفنية، كما أشار الناقد لرصده لعدة سمات أخرى، مثل الحوار العقلانى والأدوات السردية التى تمثلت فى التساؤلات لكشف الجدل بين الشخصيات.
وأعرب الناقد شوقى عبد الحميد عن إعجابه الشديد ببعض قصص هذه المجموعة، مثل "الأهرام"، و"ذهاب بلا عودة"، موضحًا أن مثل هذه النوعية الرائعة المتقنة من القصص، يكاد أن يجزم أنها تصلح للقراءة فى أى زمن، لما تثيره من تساؤلات فلسفية، مثل قصة "ذهاب بلا عودة" التى تطرح تساؤل وجودى، وهو هل يحق للإنسان أن يختار لحظة انتهاء حياته؟، مشيرًا إلى أن المجموعة تنقسم إلى جزئين، أولهما تظهر فيه الجوانب الإنسانية، والآخر تغلب عليه الجوانب السياسية، مثل ثورة يناير التى تناولها الكاتب فى قصة "عروسة وحصان"، مؤكدًا أن المجموعة من وجهة نظره تميزت بالقصص الرائعة فنيًا، وهى التى وردت إشارته عنها، فيما أنه لاحظ اقتراب بعض قصص المجموعة لكونها مقالات على حد وصفه، أكثر من كونها قصص قصيرة.