عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور حاتم ربيع لقاء نقاشيا مع الكاتب الروائى محمود الوردانى، نظمته لجنة القصة، ومقررها الكاتب يوسف القعيد، وذلك بقاعة المرتمرات بمقر المجلس بدار الأوبرا.
أدارت النقاش الكاتبة هالة البدرى، وشارك فيها الناقدة اعتدال عثمان، والناقد الدكتور يسرى عبد الله، كما حضر اللقاء عدد من الكتاب والنقاد مثل الروائى سعيد الكفراوى، والناقدة سمية رمضان، فضلًا عن حضور مجموعة من الإعلاميين ومتابعى الشأن الثقافى والحركة الروائية.
أشارت الكاتبة هالة البدرى إلى أهمية تجربة الروائى محمود الوردانى، وأنه أحد الأدباء الذين عاشوا تجربة حياتية قاسية منذ نعومة أظافرهم، وأن مشروعه الأدبى يعد أحد أهم المشاريع الأدبية التى تمثل المدرسة السردية فى الرواية المصرية والعربية.
وتحدثت الناقدة اعتدال عثمان عن رواية "رائحة البرتقال" لمحمود الوردانى، وأوضحت أن هذه الرواية واحدة من الأعمال التى تتطلب أكثر من قراءة؛ فمنذ بداية أحداثها يستشعر القارئ رمزية الأحداث والشخوص والأماكن، ثم تناولت البنية السردية عند محمود الوردانى، متخذة روايته "البحث عن دينا" نموذجًا تحليليًا.
وأكد الدكتور يسرى عبد الله أن المتأمل فى روايات محمود الوردانى، سيجد دائمًا ما يلوح ثم يختفى فى نصوصه، قد تكون امرأة مغوية مثلما فى روايته "موسيقى المول"، أو فتاة تظهر فى حياة البطل ثم يكون اختفاؤها يعقبه ظهور شخصية غيرها، كما فى روايته "بيت النار"، أو قد تكون طيفًا كما حدث فى روايته الأخيرة "البحث عن دينا"، وأضاف يسرى عبد الله الوردانى فى رواية "البحث عن دينا"، يراكم مشروعًا سرديًا يخصه، تبدو فيه الرواية إدراكًا جماليًا للواقع، فيتقدم بوصفه واحدًا من كتاب الرواية الحقيقيين، الذين لم تزل كتابتهم تحمل شغفًا، فضلًا عن الوعى بحركة الواقع وتحولاته.
من جانبه أشار الروائى محمود الوردانى إلى أنه يؤمن بعدم وجود ثوابت أو مطلقات ترتبط بالكاتب ولكل أعماله بوضع ثابت، وإن كانت هناك ملامح عامة يسعى الكاتب لإلغائها والإضافة إليها، وحذف بعضها، فعندما تجبره الرواية على تغيير بعض ملامحه فهذا يشير إلى صدقه، وهو ما اعتبره الروائى المعيار الأوحد لتأثير هذه الرواية أو تلك، أو أى عمل أدبى بشكل عام.