عندما يذكر إحدى دول الدول الإسكندنافية والتى تضم كلاً من السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا، دائمًا ما يطلق عليها أحفاد الفايكينج، حيث استطاعت تلك القبائل بتأسيس لممالك كبيرة فى الفترة ما بين القرنيين الثامن والحادى عشر الميلادى، ما تعرف بحقبة الفايكينج.
وحلت أمس الذكرى 1173، على ظهور الفايكينج على أبواب باريس، عام 845، فى الحصار الذى دام أشهرا للعاصمة الفرنسية، إبان غزو قبائل الفايكينج لباريس.
وبحسب كتاب "معجم مصطلحات التاريخ والحضارة الإسلامية" للدكتور أنور محمود زناتى، يُعرف "الفايكينج" أو ما يعرف بشعوب البحر، بأنهم العناصر الشمالية التى سكنت شبه جزيرة اسكيندناوة وشبه جزيرة الدنمارك، والتى اتخذت غاراتها شكلاً خطيرًا فى القرن التاسع الميلادى، ومعنى الفايكينج أى سكان الخلجان أو الفيوردات وهى الظاهرة الطبيعية التى تمتاز بكثرتها شواطئ الجهات الشمالية الغربية من أوروبا، وكانت تلك القبائل تخرج فى غزوات متوحشة إلى البقاع الأوروبية تقتل وتغتصب وتسرق وتحتل".
واشتهر الفايكينج ببراعة ملاحتهم وسفنهم الطويلة، واستطاعوا في بضع مئات من السنين السيطرة واستعمار سواحل أوروبا وأنهارها وجزرها، حيث أحرقوا وقتلوا ونهبوا مستحقين بذلك اسمهم الفايكينج الذي يعني القرصان في اللغات الإسكندنافية القديمة.
ومنذ عام 845، سعى الفايكينج للحصول الكنوز الموجودة بفرنسا، ووصلت برحلاتهم إلى نهر السين، وظلوا لعدة سنوات طويلة مهاجمة المدينة الفرنسية، حتى حصاروها بشكل قوى فى أواخر عام 885، بجيش قوامه 40 ألفًا وسبعمائة سفينة، واستطاعت المدينة فى بداية الأمر المقاومة وضد الهجوم، وذلك بفضل مهارة أدو كونت، والذى استطاع أن يصل إلى عرش فرنسا فيما بعد عام 888، استفادة من اتفاق الأمبرطور شارل بدفع مبلغ من المال لانصرافهم عن باريس والتنازل والسماح لهم بالأقامة فى برجنديا، ويرجع كتاب "تاريخ أوروبا في العصور الوسطى"، للكاتب الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور، أن الأهمية التاريخية للحصار ترجع إلى ظهور أهمية باريس وانتشار شهرتها لتصبح عاصمة فرنسا فيما.