صدر للكاتب محمد خير رواية بعنوان "إفلات الأصابع" عن دار الكتب خان للنشرو التوزيع، وهى عبارة عن رحلة فى الزمان والمكان، انشغل بها الكاتب منذ فترة، وكتبها خلال العامين الماضيين.
تدور أحداث الرواية حول سيف الصحفى المحبط والمنعزل، الذى يخرج فى مهمة عمل طويلة وغامضة مع بحر الهارب من البلاد والعائد إليها اضطرارًا، وفى رحلة، يريه هذا الغريب العائد ما لم يكن يتوقع وجوده تحت سمعه وبصره الذاهلين من صدمات الواقع.
مصائر تتقاطع بين مدن وبلدات على طرفى المتوسط، قرى بأكملها من هذه الضفة تلقى حتفها غرقًا، ومدن من الضفة الأخرى تشتعل بالحروب العرقية، أشرف ويحيى وعلياء وليلى وبحر وسيف، قدر يحوم فوق رؤوس هؤلاء الناس كلعنة، ومن أخطاء صغيرة تنحرف مصائرهم نحو المجهول، وتتقاطع فوق خريطة هذه المتاهة السردية.
فى فسيفساء من حكايات صغيرة، وأطياف شخوص قادمين من عوالم مختلفة، شيد محمد خير هذا المعمار الروائى الفريد على مهل كمن يصقل اللبنات ويحكم زخرفتها قبل أن يضعها فى أماكنها الدقيقة فى هذا البناء، وكل حكاية، وكل شخص هامشى هو خيطٌ يمتد ليلتقى بعد فترة من التقدم فى السرد بخيط آخر ليلتئم النسيج، رحلة على الخط الفاصل بين شفافية الحلم وواقع شديد القسوة حد الكابوس، عالم قديم يتداعى بوتيرة متسارعة، فهل يجد هؤلاء زاوية تعصمهم من الغرق.
فى الرواية تتقاطع خطوط حيوات الأبطال، لا بطل منفرد، الكل فى واحد والواحد فى الكل، تمر حياة الجميع على أكوان متباينة، وعوالم متقاربة تتباعد، وتهفو كل روح للانطلاق، لكنها تغدو حبيسة أحلامها، وأسيرة لعنات الناس على بعضها البعض.
يذكر أن الكاتب محمد خير له عديد من الأعمال منها: هدايا الوحدة (شعر) العادات السيئة للماضى (شعر) سماء أقرب (رواية)، نال جائزة ساويرس الأدبية الأولى للشباب مرتين عن كتابيه القصصيين: عفاريت الراديو عام 2010، ورمش العين عام 2015.