حكايات من الغرب.. امرأة تتأمل طفلها فى رحمها وتسأل عن مغزى الأمومة والموت

نظرة.. رواية للكاتبة جيسى جرينجراس، والتى تتأمل فيها ما يمكن أن نعرفه عن أجسادنا وأنفسنا، وكذلك عن الآخرين، من خلال نظرة تأملية فى مشاعر الأبوة، منذ أن تشعر المرأة بوجود طفل فى رحمها، وحتى تلك اللحظة التى ترى فيها طفلها من خلال الأشعة السينية. تتحدث رواية "نظرة" التى وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة المرأة للخيال لعام 2018، عن مخترع الأشعة السينية، عالم الفيزياء الألمانى، فيلهلم رونتغن، وما شكله هذا الاكتشاف الذى تم عن طريق الصدفة، وكيف أصبح هذا الاكتشاف بمثابة ثورة فى الطب، وأدى إلى تغيير نظرتنا إلى الأبد فى الطريقة التى نتعامل بها مع أجسادنا، التى لم تعد غامضة، وبالتالى لم تعد هناك أشياء غامضة. ما يمكن أن نعرفه عن أجسامنا، أو أنفسنا، أو بعضنا البعض هو موضوع الرواية الأولى "نظرة" للكاتبة جيسى غرينغراس، والتى سبق وأن صدر لها مجموعة قصص قصيرة وفازت بعدة جوائز أدبية. وفى رواية "نظرة" يتابع القارئ حكاية شابة حامل فى طفلها الثانى، تتأمل وفاة والدتها وعواقبها، وعلاقتها بالتحليل النفسى، ومدى الصعوبة التى كان عليها اتخاذها لاختيار طفلها الأول. تتناوب الرواية ذهابًا وإيابًا، ومنها ما ترويه من ذكريات عن الفترة التى أعقبت وفاة أمها عندما كانت تقضى أيامًا وأيامًا فى القراءة بلا هدف عن العلوم والتاريخ، سعياً إلى "طريقة لفهم نفسى"، كانت تتصفح الكتب الدراسية الطبية، وتبحث فى صور "الجثث المشوهة"، وتقرأ وتفكر فى "كل الطرق العديدة التى يمكن من خلالها رؤية أنفسنا من الداخل". تقدم الكاتبة جرينجراس فى روايتها سردا مذهلا عن تجربة الحمل والأمومة، وكذلك ما تسرده عن جان فان ريمسديك، وهو فنان من القرن الثامن عشر متخصص فى رسم الجثث، متأملة رسوماته لامرأة حامل ميتة وطفلها الذى لم يولد. "نخشى الأشياء التى لا نستطيع رؤيتها، والتحقق من صحتها أو تصنيفها، ولكنها الأشياء ذاتها التى تجعلنا نعيش"... هكذا تحدث نفسها وهى تنتظر وصول طفلها الثانى، وتتساءل عما إذا كان لديها الحق فى إعادة التجربة من أجل الوصول إلى الحل، والإجابة على التساؤلات التى تشغلها. هذا ومن المقرر أن تعلن جائزة المرأة للخيال، يوم الأربعاء، السادس من يونيو 2018، عن الرواية الفائزة بالجائزة لعام 2018، والتى سبق وأن أعلنت عن القائمة القصيرة، فى 23 أبريل الماضى. واشتملت القائمة القصيرة لجائزة المرأة للخيال، على ست روايات، هم: رواية الأبله للكاتبة أليف باتومان رواية "حورية البحر والسيدة هانكوك" للكاتبة Imogen Hermes Gowar رواية نظرة للكاتبة جيسى جرينجراس رواية "عندما ضربتك: أو، صورة للكاتبة كزوجة شابة" للكاتبة مينا كانداسامى رواية "حريق منزل" للكاتبة كاملة شمسى رواية "الغناء، غير مدفون، الغناء" للكتابة جيسمين وارد. وكانت سارة ساندز، رئيس لجنة تحكيم جائزة المرأة للخيال، قد صرحت يوم إعلان القائمة القصيرة لوسائل الإعلام بأن القضايا التى تناولتها روايات القائمة القصيرة لدورة عام 2018، كانت معاصرة لما نعايشه اليوم، ومن أبرزها العنف الجنسى وقضايا العرق، موضحة أن لجنة تحكيم اختارت الروايات دون خوف أو محاباة، مشيرة إلى أن هذه الدورة فقدت بعض الأسماء الكبيرة، مع الأسف، وكذلك تم الاستغناء عن بعض الروايات التى تحدثت بشكل مباشر وصريح إلى أعضاء لجان التحكيم. وقالت سارة ساندز، رئيسة لجنة التحكيم إن موضوعات روايات القائمة القصيرة لها صدى معاصر ودائم يشمل: العرق، والعنف الجنسى، والحزن، والحياة، وحوريات البحر. كما أشارت إلى أن بعض المؤلفين فى القائمة القصيرة لعام 2018 شباب، نصفهم بريطانيون وكلهم كتاب جيدون وشجعان.