أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة، مائدة مستديرة بعنوان "اللغات النادرة فى الترجمة"والتى نظمتها لجنة الترجمة، ومقررها الدكتور محمد حمدى إبراهيم، مساء أمس، فى مقر المجلس بساحة دار الأوبرا .
بدأت المائدة بكلمة للدكتور حمدى إبراهيم والتى استعرض فيها أهمية اللغات والترجمات للشعوب كوسيلة من أهم وسائل التواصل بين الأمم وجسر مهم لمعرفة ثقافات الشعوب وتراثها الإنسانى.
وعن اللغة السواحيلية تحدث الدكتور عبد الحى سالم رئيس قسم اللغات الأفريقية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، قائلا: إن بداية تلك اللغة كانت مع بدء الهجرات فى العام الأول الهجرى وحتى العام السابع، ثم بدأت الهجرات التجارية فأنشرت تلك اللغة وكانت بدايتها لغة "منطوقة " انتشرت فى المدن التى تمتد على الساحل ولذلك سميت بمكان انتشارها.
وأضاف الدكتور عبد الحى سالم، أن تدوين اللغة السواحيلية بالحرف العربى بدأ مع بداية عام 1832 وتعد هى اللغة الرسمية لعدة دول مثل تنزانيا ودول عديدة فى شرق أفريقيا، ولغة تجارة فى دولة أوغندا ثم انتشرت بعد ذلك فى الصومال وموزمبيق ورواندا وشرق الكنغو.
وأشار الدكتور عبد الحى سالم إلى أن متحدثى تلك اللغة بلغ عددهم 240 مليون شخص فى دول شرق أفريقيا .
ثم استعرضت الدكتورة مكارم الغمرى أستاذ الأدب الروسى بكلية الألسن جامعة عين شمس، تاريخ الترجمات الروسية العربية وتحفظت علي تسمية اللغة الروسية باللغة النادرة وأوضحت بأنها لا تعد كذلك، بل هى كما وصفتها تأتى فى المرتبة السادسة من حيث الانتشار، لما لروسيا من مساحة شاسعة تمثل سدس مساحة العالم.
وأكدت مكارم الغمرى، أن اللغة الروسية احتفظت بأهميتها وانتشارها حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتى كما حظيت ترجمات الأدب الروسى بنصيب ضخم بالمقارنة بالترجمات عن اللغات الآخرى، وعن نسبة الترجمات من الروسية إلى العربية، قالت إنها لم تكن يوما ثابتة الإيقاع فأحيانًا نجدها مزدهرة وأحيانًا أخرى نجدها خافته، حيث بدأت فى الأزدهار فى نهاية القرن الـ19 على يد إحدى جمعيات الأرساليات فى تلك الفترة بتمويل روسى والتى كان لها دور رائد فى تكوين كوادر متخصصة فى اللغة الروسية، وأضافت أن الترجمات الروسية العربية اهتمت بالعديد من الأعمال منها ترجمات "سامي الدروبي"، ثم بدأت الترجمات تظهر عن لغات وسيطة مثل الإنجليزية والفرنسية وذلك في فترة الستينيات.
ومع بداية الفترة السوفتية كما رصدت مكارم الغمرى بدأ الأهتمام بالأدب العربى وتم اختيار ٤٠ عنوانًا علي رأسهم "ألف ليلة وليلة " وكثيرًا من الأعمال التراثية الأخرى.
وعن اللغة اليابانية تحدث الدكتور عادل أمين رئيس قسم اللغة اليابانية بآداب القاهرة واصفًا اللغة بأنها جسر حيوي ومهم لتعارف الشعوب، وقال إن إنشاء قسم اللغة اليابانية كان له أثر طيب في تقوية روابط العلاقة بين مصر واليابان دون شك، ثم وصف أمين اللغة اليابانية بأنها ليست لها أسرة لغوية ويقال أنها تنتمي إلى لغات "التاى" لأنها كما أشار لغة "لواحق" بمعني وجود لاحق قبل الاسم والفعل وبعدهما، فهى كما قال بسيطة القواعد صعبة الكتابة.