يكشف كتاب "مصر وكرة القدم" للكاتب الصحفى ياسر أيوب، والصادر عن الدار المصرية اللبنانية، عن تفاصيل اللعبة الشعبية منذ القدم، ومدى تعاون الأندية مع بعضها البعض فى مواجهة الاحتلال الإنجليزى بالانتصار عليهم فى مباريات تنافسية.
يوضح الكتاب جهود ومحاولات تأسيس أول منتخب كروى مصرى، ليلعب مع الإنجليز ويفوز عليهم بدلاً من الفرق والأندية المصرية، وصحيح أن ناشد أفندى لاعب كرة القدم آنذاك شكل عام 1895م منتخبًا لمصر، وأطلق عليه التيم المصرى، لكن ناشد أفندى فى حقيقة الأمر، جمع هذا المنتخب الأول من أصدقائه الذين يعرفهم، أو من الذين كان يلعب أمامهم فى الميادين والحوارى، فلم تكن هناك وقتها أية فرق رسمية أو أندية، ولكن الأمر اختلف تمامًا أثناء الحرب العالمية الأولى، بعد هذا الانفجار الكروى وتأسيس كل هذه الأندية، وكل هذا الهوى الشعبى بكرة القدم.
وبالفعل تأسس هذا المنتخب الأول، وتم الإعلان عنه فى شهر أبريل عام 1916م، وجاء الخامس من مايو 1916م، ليلعب منتخب مصر الجديد أولى مبارياته أمام منتخب تم تشكيله من كل أفضل لاعبى القوات البريطانية العاملة فى مصر، وأقيمت المباراة على ملعب الزمالك، مكان دار القضاء العالى حاليًا، وفاز المصريون بأربعة أهداف مقابل هدفين للإنجليز.
وأشار الكاتب ياسر أيوب، إلى أن انتصار المنتخب على الفريق البريطانى، كانت معانيه ودلالاته الكروية وغير الكروية كثيرة، فهنا فاز الفقراء على الأغنياء، المصريون العاديون فازوا مرة أخرى على ضباط والجنود البريطانين، بكل ما معهم من سلاح، ومن هنا بدأ التفكير فى تأسيس هيئة اتحاد كروى مصرى، بعيدًا عن الاتحاد الرياضى المختلط وسلطاته.
وفى يوم الاثنين 11 سبتمبر 1916م، عقد أول اجتماع بجريدة الإجيبشيان ميل، وحضره ممثلون عن القوات البريطانية و50 مندوبًا عن أندية القاهرة والإسكندرية وطنطا، كما أرسلت أندية بنى سويف والشرقية والمنصورة موافقة كتابية على المشاركة فى هذا الاتحاد الجديد.