تمر غدًا، الذكرى الثامنة على رحيل الكاتب والمفكر الدكتور نصر حامد أبو زيد (10 يوليو 1943 - 5 يوليو 2010) الباحث والمتخصص فى الدراسات الإسلامية والمتخصص فى فقه اللغة العربية والعلوم الإنسانية.
ونصر حامد أبو زيد، هو رجل الاحتمالات الغربية، اللاسلكى المتمرد والشاعر المستقيل والناقد الأدبى المنشق، اختار أن يكون مفكرًا" هكذا يقول عنه الكاتب التونسى كمال الرياحى، فى كتابه "نصر حامد أبو زيد.. التفكير فى وجه التكفير"، الصادر عن دار منشورات كارم الشريف، عام 2014.
لم يكن نصر حامد أبو زيد شخصية عادية فهو آخر المفكرين المعاصرين الكبار من أرض العرب، حياته سلسلة مواجهات من أجل نصرة العقل، رحلة فرار من الأقدار، قدر الفقر والجهل وقدر الأصولية التى نشأ فى جلبابها وقدر المؤسسة الراديكالية التى كفرته وقدر السلط القامعة التى تواطأت عليه بصمتها.
هو آخر المنفيين من أجل الفكرة، ومن أجل الحب ففتوى التفريق بينه وبين زوجته جعلت من قول صاحب "دوائر الخوف" أكثر شراسة. فلا ردة عنده إلا ردة العقل.
يقول كمال الرياحى فى كتابه، عبد الصبور شاهين صاحب التقرير الأسود الذى كان وراء ما سمى بـ"قضية أبو زيد" أكثر من ظهوره هذه السنوات ليتبرأ من تكفير صاحب "نقد الخطاب الدينى" بعد أن ذاق من نفس الكأس مع صدور كتابه "أبى آدم" ويلوذ بالأمانة العلمية وهو عن العلم بعيد. هل كان شاهين يشعر بوخز الضمير؟ كيف يمكن أن ينبت له ضمير وهو الذى اعتبر تقريره التحريضى صكه إلى الجنة فى إحدى خطب الجمعة التى كان يلقيها فى مسجد عمرو بن العاص؟
ويشير كمال الرياحى، إلى أنه كان يمكن للمفكر نصر حامد أبو زيد، كما قال الكاتب المصرى الراحل جمال الغيطانى، بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر أن يكون نجما فى المنابر الإعلامية الكونية، وكان باستطاعته أن يكون القوة الضاربة فى مواجهة الحركات الإسلامية المتشددة التى تلحق بغبائها، وعدم فهمها للإسلام وللعصر أبلغ الضرر بالإسلام والمسلمين.
ظل نصر حامد أبو زيد – كما يقول كمال الرياحى – وفيا لوجهه الأكاديمى ومشروعه الفكرى وضرب عرض الحائط بكل الإغراءات التى عرضت عليه، تلك الإغرءات التى توقع حدوثها منذ وطئت قدماه أرض هولندا فكانت ضربته الاستباقية فى أول محاضرة يلقيها هناك بأن نطق الشهادتين ليلجم الانتهازين والمترقبين والمستثمرين فى بورصة العقول والضمائر والذين يقفون على شواطئ المطارات فى انتظار المنفى الغاضب. رفض نصر حامد أبو زيد حتى اللجوء السياسى وفضل الاحتفاظ بجنسيته المصرية.