ما الذى نعرفه عن بركان كراكاتوا الإندونيسى، والذى ثار للمرة الأخيرة فى عام 1883، أى منذ نحو 135 عامًا، لكنه خلف وراءه كوارث لا تعد ولا تحصى.
وكراكاتوا هى جزيرة بركانية تقع فى مضيق سوندا بين جزيرتى جافا وسومطرة فى إندونيسيا، يتم استخدام الاسم أيضًا لمجموعة جزر تحيط ببقابا الجزر التى تضم أكبر بكثير من ثلاثة قمم بركانية التى تم طمسها فى اندلاع 1883 الكارثى، الذى أطلق العنان لموجات ضخمة من التسونامى التى (قتلت أكثر من 36 ألف شخص، ودمرت أكثر من ثلثى الجزيرة).
يعتبر هذا التفجير أعلى صوت يسمع من أى وقت مضى فى التاريخ الحديث، مع تقارير عن أن سمع على مدى 4800 كيلومتر من نقطة المنشأ.حيث سجلت موجات صدمية من الإنفجار على الباروجرامات فى جميع أنحاء العالم.
ما الذى حدث فى ذلك اليوم
الذى حدث هو أن سلسلة من الانفجارات الضخمة وقعت على مدى 26-27 أغسطس 1883، والتى كانت من بين الأحداث البركانية الأكثر عنفًا فى التاريخ المسجل.
وكان حجم الأنقاض والطفح البركانى ضخمًا إلى درجة أن تكونت منه جزر جديدة. وانتشرت الأنقاض فوق المحيط الهندى حتى وصلت إلى مدغشقر. وحدثت بعد ذلك ثورانات أخرى أقل عنفًا.
تطايرت أجزاء كاملة من الجزيرة التى كانت مساحتها تبلغ 18 ميلاً مربعاً، وارتفع المتبقى منها من 91 متراً إلى 4250 مترًا فوق البحر كل ذلك قبل الانفجار، وبعد الانفجار صارت هناك فجوة وصلت إلى أكثر من 300 متر تحت سطح البحر، أما أعمدة الحجارة والغبار والرماد فارتفعت إلى ارتفاع 17 ميلاً فى الفضاء، وتحول المكان إلى حالة من الظلام الدامس غطى أكثر من 150 ميلاً، وصل ارتفاع الأمواج إلى 15 مترًا، ودمر 163 قرية.
لم تكن تأثيرات البركان بيئية فقط، بل وجيولوجية أيضًا، فمع تصاعد الغبار البركانى لأكثر من 80 كيلومترًا فى الغلاف الجوي، تسبب الانفجار الذى دام ليومين فى شتاء بركانى دام 5 سنوات، كما تغيرت ملامح الجزر المحيطة بالبركان، حيث كان للجزيرة 3 براكين أخرى هى بيربواتان ودانان اللذان دُمرا أثناء الثوران، وراكاتا الذى دُمِّر نحو نصفه، بينما ظل نصفه الناجى فوق مستوى سطح البحر.