"شركة السكر وتقطير الكحول، شركة مصر للأسمدة والصناعات الكيماوية، شركة السيارات الأومينيوس العمومية بالقاهرة، شركة خطوط البريد الفرعونية، شركة للمقاولات، شركة عبود للكراكات، شركة الأيموبيليا، شركة فنادق وجه قبلى" هذه هى بعض شركات عبود، أشهر اقتصادى مصرى، فى القرن العشرين.
وفى كتاب "أحمد عبود باشا والاقتصاد المصرى" لـ عادل محمود على محمد النجار، والصادر عن سلسلة حكاية مصر، التى تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، يقول الدكتور كمال مغيث، رئيس تحرير السلسة، فى مقدمة الكتاب: "نقدم اليوم سيرة وجهود أحمد عبود باشا (1889 – 1964) ذلك الرجل ذو الأصول الصعيدية، الذى ينتمى للطبقة الوسطى فى فئاتها الدنيا، وقد دفعه ذكاؤه الفذ إلى أن يلتحق بمدرسة المهندسخانة فى مطلع القرن العشرين، ويتخرج ليعمل فى بعض الشركات الإنجليزية، ومن خلالها بدأ مشروعه الاقتصادى الخاص، الذى تحول قبل ثورة يوليو إلى إمبراطورية مالية وتجارية وصناعية كبرى، ساهم فى نجاحها علاقاته القوية بدوائر المال والأعمال اليهودية والإنجليزية، وعلاقاته بالقصر الملكى زمن الملك فؤاد والملك فاروق، ثم اقترابه الشديد من ثورة يوليو، ورغبته فى التعاون معها، لكن الأحدث تغيرت بصورة درامية، حتى خروجه من البلاد ووفاته".
ويتناول الكتاب عهد محمد سعيد، والى مصر، وعهد الخديو إسماعيل، ودخول مصر نظام الملكية الفردية ودخول رؤوس الأموال الأجنبية لمصر من خلال الشركات التجارية وحفر قناة السويس وافتتاحها والديون التى تراكمت على مصر والتى كانت ذريعة للتدخل الأجنبى، ومن ثم الاحتلال البريطانى والذى عمل على السيطرة على اقتصاد مصر، حيث جعلها مزرعة للقطن اللازم لمصانع لندن.
وتناول الكتاب ميلاد محمد أحمد عبود وظروف نشأته، فقد كان من أسرة متوسطة ولنبوغه كفلت له الحكومة التركية أن يسافر لدراسة الهندسة بالخارج، مما أهله بعد ذلك لاكتساب الخبرات العملية من خلال العمل فى العديد من الشركات فى الخارج ثم العودة إلى مصر.
كما يتناول الكتاب المحاولات المستميتة من المصريين لصناعة اقتصاد مصرى، خاصة بعد ثورة 1919 حتى نجحت فى إنشاء بنك مصر.
الكتاب يتوقف عن "الكساد العظيم" الذى أصاب السوق العالمية فى 1929، وبعرض لأثره على مصر، وكيف تعاملت الحكومة مع ذلك بإصدار التعريفة الجمركية 1930.ويعرض الكتاب محاولات عبود للتوافق مع ثورة يوليو، لكن الأمور لا تسير على ما يرام رغم البدايات المبشرة.