أسرار التعاويذ فى مصر القديمة.. تجلب الحبيب وتطرد الأرواح الشريرة

الحضارة المصرية القديمة بحر من الأسرار ملىء بالحكايات والأساطير التى ربما لم يُكتشف منها الكثير إلى الآن، ولا يزال الكثير من أسرارها لغز يحير العلماء والباحثين. ويبدو أن التعاويذ والسحر، عند المصريين القدماء، أصبح المادة الأكثر جذبا للعديد من الباحثين عن كشف أسرار وفك طلاسم ورموز البرديات القديمة، ولمعرفة الكنز الدفين فى تاريخ الفراعنة، ومؤخرا رصدت دراسة فرنسية أجريت حول فك رموز بردية مصرية قديمة يظهر فيها مخلوقان يشبهان الطيور يربط بينهما ما يشبه سكة قطار، مما يكشف عن سحر الحب. ويبدو أن الفراعنة اهتموا كثيرا من حياتهم وعادتهم القديمة، بالتعاويذ وكانت لهم طقوسهم الخاصة فى ذلك. ويوضح العالم الدكتور زاهى حواس، فى كتابه "جنون اسمه الفراعنة"، أن الفراعنة كانوا عظماء فى السحر، وكان هناك سحرة مشهورين فى العالم القديم، باتباعهم أساليب سحرية فريدة، مثل قصة "خوفو والسحرة"، وقصة الكاهن الذى قبض على عشيق زوجته بتمساح من الشمع، وقصة الملك سنفرو والد الملك خوفو، مع الساحر الذى شق له المياه لكى تعثر فتاة على سوارها الذى سقط فى الماء. وحسبما يذكر العالم الدكتور زاهى حواس فى كتابه "الأسرة أيام الفراعنة"، فإن المصرى القديم استخدم عددا من التعاويذ والتمائم لحماية المولود مثل تلك التعاويذ التى استخدمت لحماية الإله حورس ابن الإلهة إيزيس عندما كانت تربيه فى أحراش الدلتا، وكانت هناك تعاويذ أخرى استخدمها المصرى القديم لطرد الأرواح الشريرة وللحسد والمرض، وكانت هذه التعاويذ تتلى على عقد مكون من 41 خرزة وعليه رسوم تمثل تمساحا ويدا بشرية وكان هذا العقد يعلق فى رقبة الطفل، ومن الغريب أن هذه العادة لا تزال مستمرة حتى الآن فى معظم قرى الريف المصرى. ويذكر الكاتب ياسر مصطفى الطبال، فى كتابه "التحنيط السر الفرعونى"، أن التحنيط كان يرتبط بالكثير من التمائم، وكان الهدف من التمام سحرى أو دينى حيث اعتقد الإنسان القديم أن بعض أنواع الحلى له قيمة سحرية تحفظه وتبعد عنه الشرور، بل وتوقف تأثير السحر ضده، وكانت هذه التمائم تصنع على هيئة أشكال الأرباب والآلهة أو الرموز المقدسة وكانت تعرف فى اللغة المصرية باسم "وجا" التى تعنى الشفاء أو "مكت حعو" بمعنى حامية الجسد أو "سا" وتعنى الحماية أو "نختو" وتعنى تميمة. وبحسب دراسة بعنوان "أسرار السحر والسحرة والتعاويذ والتمائم عند الفراعنة" للباحث محمود مندراوى، أن من أنواع الكهنة الذين كانوا يمارسون السحر، كان الكاهن المرتل، والذى كان يقوم فى بعض الأحيان بأعمال السحر الخاصة بأمور الحب، والتى تهدف فى الغالب إلى محو ما بقى من الوساوس فى القلب "اجعل فلانة تتبعنى كما يتبع الثور علفه، وكما تتبع الخادمة أطفالها، وكما يتبع الراعى قطيعه"، أما المرأة الحسناء فكانت لديها تميمة عمل غامضة تقول "ها قيدى هذا الذى انظر إليه حتى يصير حبيبى". وتشير الدراسة أن السحر والدين تقابلا فى أكثر من جانب من جوانب الحياة، فتركز السحر فى المعابد واعتبر علما من علوم الكهنوت الذى تخصص فيه الكهنة، كما أن العديد من الطقوس الدينية ارتبطت بالسحر وتعاليمه، وتداخل السحر والدين معا فى كتب الموتى والمتون الدينية وعلاقة الآلهة القديمة بالبشر.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;