بعد غياب سنوات طويلة منذ ابتعاده عن الساحة السياسية ثم وفاته فى 26 يونيو عام 2015 يعود اسم يفجينى بريماكوف مرة أخرى إلى سماء القاهرة بعد مبادرة الكسى تيفانيان مدير المركز الثقافى الروسى بالقاهرة، من خلال صنع تمثال نصفى له من أعمال الفنان المصرى محمد ثابت وبدعم من رجل الأعمال الروسى زوراب دانيالوف.
وسوف يتم وضع التمثال فى مدخل المركز الثقافى الروسى بمقره بالدقى، والذى سوف يفتتح فى تمام السابعة مساء 14 أكتوبر الجارى بحضور رئيس جمهورية تتارستان بروسيا الاتحادية روستام مينيخانوف، والسفير الروسى بالقاهرة سيرجى كيربيتشنكو، والعديد من الشخصيات الدبلوماسية والعامة من المصريين أصدقاء بريماكوف، وذلك فى إطار الاحتفالات بالذكرى الـ 75 على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا.
وقال المركز الثقافى الروسى فى بيان : جاءت لمسة الوفاء من تيفانيان لتستعيد القاهرة الذكريات الطيبة مع صديق العرب المستشرق الكبير وأحد مهندسى السياسة السوفيتية ثم الروسية لعدة سنوات وواحد من الذين لعبوا دورا بارزا فى تحديد شكل العلاقات الروسية والعربية وهو ينطبق عليه مقولة "الصديق وقت الضيق"، عندما جاء للرئيس جمال عبد الناصر بعد هزيمة 1967 ومصر والمنطقة العربية تعيش لحظة انكسار ليخطره بالدعم السوفيتى اللامحدود.
وكان على علاقة قوية بعبد الناصر وكتب مع زميله بيليايف مقاله لتحليل هزيمة 67 ولكنها اغضبت القيادة السوفيتية وجاء موقف ناصر منصفا له عندما قال : تحليله صحيح، وهو أول من أخطر المصريين بالهزيمة عندما اتصل بصديقه الصحفى الكاتب محمد عودة.
وأوضح البيان، سوف تظل فى الذاكرة رحلاته المكوكية بالوطن العربى للمساهمة فى حل الصراع العربى الإسرائيلى ولقاءاته المتكررة بالرؤساء السادات، صدام حسين والملك حسين والقذافى وياسر عرفات، ونشأت صداقات له مع بعض الزعماء العرب وساعده فى ذلك تقلده للعديد من المناصب الرسمية والتى بدأها مراسلا لصحيفة البرافدا السوفيتية بالقاهرة وترقى حتى وصل لمنصب نائب رئيس تحريرها ثم أصبح مديرا لمعهد العلاقات الدولية ثم وزيرا للخارجية الروسية فرئيسا للوزارة فى روسيا الاتحادية، ونائب فى البرلمان الروسى ثم رئيسا لمركز تحليل المواقف فى اكاديمية العلوم الروسية كما سيذكر التاريخ أيضا الرد السوفيتى الذى أقدم عليه بريماكوف وهو رئيسا للوزراء وذلك أثناء زيارته الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية وعلم بضرب الناتو ليوغوسلافيا واعتبر أن هذا استهانة بروسيا فقرر أن تعود الطائرة إلى روسيا وإلغاء الزيارة وهو الرد الذى لم يتوقعه الأمريكان فكان بداية تكشير روسيا عن أنيابها بعد تفكك الإتحاد السوفييتى وكان ذلك فى 24 مارس 1999.
كما ترك بريماكوف العديد من المؤلفات التى كتبها خلال مراحل عدة منها: "مصر فى عهد الرئيس عبد الناصر، أزمة الطاقة وحل الخبراء السوفيت، تشريح الصراع فى الشرق الأوسط، العالم بعد 11 سبتمبر، السلام بدون روسيا الى ماذا سيؤدى، الكواليس السرية للشرق الأوسط، والكتاب الأخير ترجمة الدكتور نبيل رشوان وهو من أهم الكتب التى تحتوى على العديد من الأسرار والحقائق والوثائق التى لم تنشر من قبل.