حتى لا أدفن حيا .. لماذا رفض سارتر الحصول على جائزة نوبل

فى 22 أكتوبر 1964 كان المثقفون والصحفيون فى العالم على موعد مع أمر غريب، فقد رفض الكاتب والفيلسوف الفرنسى الشهير جان بول سارتر جائزة نوبل فى الأدب. ويعد سارتر، الذى كان فى تلك الفترة واحدا من أشهر المثقفين ليس فى فرنسا فقط، لكن فى العالم كله بكتبه الفلسفية ومسرحياته التطبيقية لفلسفته الوجودية، بهذا الفعل أول من رفضها فى مجال الأدب، وكان سارتر قد أرسل خطابا إلى الأكاديمية السويدية يعلمهم بعدم ترشيح اسمه فى الجائزة، لكن الخطاب وصل متأخرا قرابة شهر، وكان اسم سارتر هو الفائز. يقول مؤرخو الثقافة عن ذلك اليوم إن الفيلسوف الفرنسى كان يأكل فى أحد المطاعم قرب منزله فى باريس، حين اتصلت به فرانسواز دو كلوزيه الصحفية فى وكالة "فرانس برس" لإبلاغه أنه نال جائزة "نوبل". فأجاب سارتر "أنا أرفض الجائزة، وسأحتفظ بأسبابى وراء ذلك لأقولها للصحافة السويدية". ويومها تساءل الناس لماذا رفض سارتر هذه الجائزة، وأجاب الفيلسوف عن السؤال، لكن الناس لم يقتنعوا، لأن الإجابة تحمل قدرا كبيرا من الفلسفة فقد جاء رفض الفيلسوف الفرنسى جان بول سارتر للجائزة واضحاً فى إصراره على التحقق الوجودى، وأهمية أن يتم هذا التحقق بتعميق الرؤية الداخلية للذوات الإنسانية، وليس بالبحث عن تضخيم حيز الجائزة، والابتعاد عن المعنى الفعلى للمتعة التى يستشعرها الإنسان طوال رحلة إبداعه. كان سارتر يخاف أن يدفن حيا قبل أن يتم مساره، على حد قوله، وكان ينظر إلى الجوائز على أنها "قبلة الموت" كما أنه بنى كل أفكاره على نقد المؤسسات، فكيف يتجاوب معها بالحصول على جائزة. المهم أن سارتر أصر على موقفه، رغم أن لجنة الجائزة اعتبرته فائزا وقضى الأمر، فلم يحضر الحفل التقليدى فى العاشر من ديسمبر من العام نفسه، ورفض استلام قيمة الجائزة وكانت 273 ألف كورون سويدى.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;