صباح الخير يا حلوة.. صباح الخير يا قديستى الحلوة..
مضى عامان يا أمى.. على الولد الذى أبحر..
برحلته الخرافية.. وخبأ فى حقائبه..
صباح بلاده الأخضر..
نكبر ونشق طريقنا فى الحياة ولا يتغير شعورنا نحو الأم، الذى يظل طوال حياتنا ثابت مهما استهلكنا من العمر، ويظل حنيننا إلى سنوات عمرنا الأولى فى كنف أمهاتنا، حنين لا ينافسه فى قوته شعور آخر.
وكتب الشاعر السورى الراحل نزار قبانى، الذى نحتفل بذكرى ميلاده الـ93، قصيدة تحت عنوان "خمس رسائل إلى أمى"، أرسلها إلى أمه ليبث فيها مشاعر الافتقاد والحنين إليها، وليقول لها
عرفت نساء أوروبا..
عرفت عواطف الإسمنت والخشب..
عرفت حضارة التعب..
وطفت الهند، طفت السند، طفتُ العالم الأصفر..
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشّطُ شعرىَ الأشقر
وتحملُ فى حقيبتها..
إلى عرائسَ السكّر..
وتكسونى إذا أعرى
وتنشُلنى إذا أعثَر
أيا أمى..
تلك المشاعر التى لا تنتهى من قلوبنا نحو الأم التى يعتبرها الإنسان عماد حياته، ويظل يراوده طيف الطفولة حتى نهاية عمره.
أيا أمى..
أنا الولدُ الذى أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر
فكيف.. فكيفَ يا أمى
غدوتُ أباً..
ولم أكبر؟