أصدر مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية كتاب "القَصْر ...قراءة مدينة من خلال النصوص التأسيسية"، وهو كتاب مرجعى شامل، يضم كتابات ونقوش بلدة القصر، ويرصد تاريخ تلك المنطقة الهامة وتاريخها.
وتم تشكيل فريق بحثى بقيادة الدكتور سعد شهاب المتخصص فى الكتابات والعمارة التقليدية فى صحراء مصر الغربية، بعد أن اندثرت بعض النقوش الموجودة على العتب الخاص بالمنازل، ولولا جهود وزارة الآثار فى الحفاظ على تلك الثروة الثقافية، لضاعت واختفت تمامًا تلك النقوش التى تمثل وثيقة تاريخية مهمة عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأهل تلك المنطقة والعائلات العربية التى استقرت بها، وأهم الصناع بها، وعرض لأهم الوظائف السياسية والشخصيات التاريخية التى استقرت ببلدة القصر.
وتقع بلدة القصر فى منتصف الصحراء الغربية على بعد 530 كيلو مترًا إلى الجنوب الغربى للقاهرة، وفى الشمال الغربى من مدينة موط عاصمة الواحات الداخلة، على بعد 35 كيلو مترًا منها، وتعتبر بلدة القصر أول الأماكن التى استقبلت القبائل الإسلامية عند وصولها الواحات سنة 50 هجرية، وبها بقايا مسجد من القرن الأول الهجرى؛ وازدهرت فى العصر الأيوبى، وبها قصر الحاكم ومأذنة لبقايا مسجد، وهى مكونة من ثلاثة طوابق بارتفاع 21 مترًا، وتتميز شوارع القرية بأنها جميعًا مسقوفة بالأخشاب وجذوع النخل. وقد هيأ لها موقعها أهمية تاريخية منذ القدم؛ نظرًا لكونها نقطة التقاء لعدة دروب قديمة، وكانت بمثابة الطرق الخاصة بالقوافل التجارية وللغزاة والفاتحين خاصة إلى بلاد المغرب العربى.
وعن خطوطها يقول الدكتور عصام السعيد؛ مدير مركز الخطوط، إن كتابات بلدة القصر مدرسة خاصة فى الخط العربى وفى خط الثلث الجلى تحديدًا، واستطاعت تلك المدرسة الفنية أن تخلق لنفسها نمطًا محددًا من المهم توثيقه، لأنه يعطى صورة للأنماط الفنية لكتابات الأطراف التى سادت فى مصر خلال العصر العثمانى، ووثق فريق مركز الخطوط ما يزيد على 50 عتبة خشبية فى مدخل كل منزل، ومحفور على كل عتبة كتابة بارزة بالخشب باسم صاحب الدار، وتاريخ إنشاء المنزل واسم الصانع الذى صنع هذه العتبة، صدر الكتاب ليكون ضمن أحدث إنتاج ثقافى لمكتبة الإسكندرية فى مجال الكتابات والنقوش بمعرضها للكتاب لعام 2016م.