تمر اليوم ذكرى واحدة من الحروب المهمة فى صراع المسلمين والصليبين هي معركة مونتجيسارد أو معركة الرملة أو معركة تل الجزر، والتى دارت بين الأيوبيين ومملكة بيت المقدس في 25 نوفمبر 1177 فى منطقة تل الجزر بالقرب من الرملة بين صلاح الدين الأيوبى قائد الأيوبيين وبين بلدوين الرابع ذي الستة عشر عامًا قائد مملكة بيت المقدس، تمت المواجهة وكانت خسائر القوات العربية فادحة حيث خسروا المعركة، ونجح جزءًا من جيش الأيوبيين في الهرب بأمان.
بداية المعركة كانت عندما قرر صلاح الدين أن يقوم بحملة ضد الصليبيين، فخرج من القاهرة في عشرين ألف مقاتل وخيم بمدينة بلبيس، ثم توجه منها إلى الأجزاء الجنوبية من فلسطين، فنزل على عسقلان التي يحتلها الصليبيون، وتمكن من أسر بعض الصليبيين، فأمر بضرب أعناقهم، ولم يجد صلاح الدين أية مقاومة تذكر من العدو، فتفرق جنده يكتسحون القرى مغيرين، وأخذوا يجمعون الغنائم، ثم جمع صلاح الدين بعض جنوده وتقدم بهم نحو بلدة الرملة القريبة من الساحل والتي كانت من أكبر المدن الفلسطينية يومئذٍ فاعترضهم نهر تل الصافية فتفرقوا يبحثون عن مكان يصلح لعبورهم.
وبينما هم في هذه الحالة هجمت عليهم قوة صليبية، قبل أن يرتبوا أوضاعهم، ومن المعتقد أن الصليبيين كانوا يراقبون تحركاتهم، فباغتوهم في الوقت المناسب، وكان يقودهم الأمير الشهير أرناط ويسانده في مهمته بلدوين الرابع ملك بيت المقدس ولم يكن مع صلاح الدين في تلك اللحظة سوى عدد ضئيل من أمرائه وجنده، لأن أكثرهم تفرقوا في طلب الغنيمة ثم بدأت المصادمات وتجمع جند صلاح الدين.
وتحدث صلاح الدين عن الهزيمة، وكيف أدى تغيير مواقع الجنود وأجنحة الجيش إلى هذه النتيجة المؤسفة قائلاً: "في وقت صار العدو على مقربة منهم رأى بعض الجنود أن يعبروا الميمنة إلى جهة الميسرة والميسرة إلى جهة القلب ليكون التل الموجود بأرض الرملة خلف ظهورهم، وليس أمامهم فبينما هم مشغولون بهذه الخطة هاجمهم العدو".
خسائر جيش صلاح الدين غير معروفة إلا أنها كانت فادحة وكبيرة، وقد قام صلاح الدين بنشر إعلان بخسارة الصليبيين للمعركة خوفاً من ضعف قبضته على مصر وتحالفه مع الدويلات التابعة فى سوريا.