يتناول كتاب "الدور السياسى للمصريين.. خلال عصر دولة المماليك البحرية" للدكتورة نسرين مصطفى محمد، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب أنماط المصريين فى تلك الفترة الزمنية المهمة من تاريخ مصر.
واختلف المؤرخون فى تقسيم المجتمع المصرى فى عصر سلاطين المماليك البحرية، فقد قسم ابن خلدون المجتمع المصرى إلى طبقتين، الأولى هى الطبقة الحاكمة، وهى الطبقة العسكرية وكانت أقلية تضم السلطان وأمراء المماليك وجنودهم، وكانت طبقة تمتلك كل وسائل الإنتاج، والحقوق والمزايا الاجتماعية كافة.
أما الطبقة الثانية فهى الطبقة المحكومة، وتضم كل فئات الشعب المصري، حيث قال ابن خلدون "ملك مصر فى غاية الرسوخ لقلة الخوارج وأهل العصائب، وإنما هو سلطان ورعية".
أما المقريزى فقد قسم المجتمع المصرى إلى ست فئات بالإضافة إلى الطبقة الحاكمة، وكانت أولى تلك الفئات هى مياسر التجار ووصفهم بأنهم أولى النعمة والترف، وقد قسمهم المقريزى إلى قسمين رئيسيين، الأول هم تجار ميسورو الحال. وأطلق عليهم اسم "بياض العامة" أو "بياض الناس" وهم من أهل الرفاهية، وكانوا مميزين بين فئات الشعب، لأنهم المصدر الرئيس الذى أمد الدولة بالمال خصوصا فى أوقات الأزمات.
والفئة الثانية هم أصحاب الحوانيت وأرباب المعايش، ويضمون الباعة الذين كانوا يطوفون فى الشوارع لبيع بضاعتهم، وهم متوسطو الحال، وأطلق عليهم اسم السوقة أو الباعة، وكانوا يتجمعو فى حوانيتهم أو فى دكاكينهم داخل الأسواق والشوارع والميادين والمتنزهات وغيرها من الأماكن الثابتة والمتحركة لتسويق ما لديهم من البضائع والسلع على اختلاف أنواعها.
أما الفئة الثالثة فهم أصحاب الفلاحة والحرث، والتى هلك معظمها لتوالى المحن عليها، وقد عانت هذه الفئة معاناة شديدة، إلا أن المصادر تحدثت عمن تولى وظائف من تلك الفئة وععظمت ثروته كالمقدم إبراهيم بن صابر.
وجاء فى الفئة الرابعة الفقهاء وطلاب العلم ومن يلحق بهم من الشهود بالإضافة إلى أجناد الحلقة ومن شابههم ممن كان له عقار، أو جاء من معلوم السلطان، والمعممون أو الفقهاء هم حملة العلم وأرباب الأقلام، وقد عرفوا باسم أصحاب العمامة.
الفئة الحامسة والتى مثلها أرباب المهن والأجراء والحمالون والبلانون والحاكة والبناء والفعلة والسقاؤون والمكاريون والحلاقون والمزينون والإسكافيون والحمامون والوقادون والسباكون وغيرهم.
ويمثل الفئة السادسة أهل الخصاصة والمسكنة وهم يعانون الجوع والبرد وهم الشق الأقل حظا من الشعب المصرى أو المعدم والذى اتخذ عدة حيث شمل الشطار والحرافيش والزعر والعياق والأوباش والغوغاء والكسابة والمناسر.