تمر اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الأمريكى إدجار آلان بو الذى ولد فى 19 يناير 1809، ويعد واحدا من رموز "الرومانسية" فى الكتابة، كما امتازت كتابته بالغرابة والتعقيد أحيانا، ومن أشهر قصائده "الأعراف" فهل كتبها تأثرا بالقرآن الكريم؟
كتب إدجار آلان بو قصيدة الأعراف فى عام (1829)، وتأتى فى 422 بيتا والتى تعد أطول قصائده ونشرت لأول مرة ضمن ديوان (الأعراف، تيمورلنك، وقصائد أخرى).
وتذكر الكتب أن القصيدة قوبلت آنذاك بنقد حاد نظرًا لتعقيدتها وإشاراتها الغامضة وبنائها الغريب، لكن بعض النقاد لاحظوا إمكانيات الشاعر المبتدئ إلا أن النقد الذى واجهه دفعه لاحقا إلى كتابة قصائد أقصر.
والقصيدة استوحاها آلان بو من اكتشاف لأحد النجوم اسمه "سوبر نوفا" وهو أحد النجوم المتفجرة فى عام 1571 والذى استمر لمده 17 شهرا، واعتقد البعض أن "السوبرنوفا" نجما مشعا بين الجنة والنار.
وعندما لم يفهم الناشر كلمة "الأعراف" شرحها له إدجار آن بو ذلك للناشر قائلا: "مسمى الأعراف مستوحى من المسمى العربى للمكان الذى بين الجنة والنار والذى يبقى فيه الناس بلا ثواب أو عقاب".
ومن أجواء القصيدة:
وَا حَسْرَتَا! لاَ شَيْءَ فِى الْأَرْضِ يَحْفَظُ الشُّعَاعَ
(الْمُنْعَكِسَ مِنَ الزُّهُورِ) شُعَاعَ عَيْنِ الْجَمَال،
كَمَا فِى تِلْكَ الْحَدَائِقِ حَيْثُ النَّهَارُ
يَنْبَثِقُ مِنْ أَحْجَارِ بِلاَدِ الشَّرْكَسِ الْكَرِيمَة-
وَا حَسْرَتَا! لاَ شَيْءَ فِى الْأَرْضِ يَحْفَظُ تَرَدُّدَ
اللَّحْنِ فِى النَّهْرِ خِلاَلَ الْغَابَة-
أَوْ (مُوسِيقَى الْقَلْبِ الْوَالِه)
صَوْتَ الْفَرْحَةِ الَّتِى ذَهَبَتْ بِسُكُونٍ
كَمَا الْخَرِيرِ فِى دَاخِلِ الصَّدَفَة،
صَدَاهُ الْبَاقِى وَالَّذِى سَيَبْقَى-
وَا حَسْرَتَا! لاَ شَيْءَ مِنْ الْبَقَايَا بَقَايَانَا-
مَعَ أَنَّ كُلَّ الْجَمَال-كُلَّ الزُّهُور
سِجِلِ حُبَّنَا الْأَكْبَر، وَزَخْرَفَة مَخَادِعِنَا
تُزَيِّنُ عَالَمَنَا هَذَا بِمَنْأَى، بِمَنْأَى-
عَنِ النَّجْمِ الشَّارِد.
***
كَانَ وَقْتُ نيزكَ مُمْتِعا - لِأَنَ هُنَاكَ
كَانَ عالَمُهَا عَلَى امْتِدَادِ الْفَضَاءِ اللاَّمِع
قُرْبَ أَرْبَعِ شُمُوسٍ سَاطِعَة- مَقَامًا عابِرا-
بُقْعَةَ حَدِيقَةٍ فِى صَحْرَاءٍ لِهَذِهِ السَّعِيدَة.
بَعِيدًا- يَعِيدًا- وَسَطَ بِحَارٍ مِنْ أَشِعَّةٍ مُتَدَحْرِجَة
رَوْعَةٌ سَمَاوِيَّةٌ مِنْ فَوْقِ تِلْكَ النَّفْسِ الْمَعْتُوقَة-
تِلْكَ النَّفْسُ الَّتِى بِالْكَادِ (فَالْأَمْوَاجُ كَثِيفَةٌ جِدّا)
يُمْكِنُهَا الْصِّرَاعُ لِأَجْلِ مُرْتَقَاهَا الْمَقْدُور-
نَحْوَ عَوَالِمَ بَعِيدَة، بَيْنَ وَقْتٍ وَآخَر، تَسْبَح،
وَفِى الْآخِرِ نَحْوَ عَالَمِنَا، الْمُفَضَّلِ عِنْدَ الله-
إِنَّمَا، وَقَدْ أَصْبَحَتْ سَيِّدَةً عَلَى مَمْلَكَةِ الْمِرْسَاة،
تُلْقِى جَانِبًا الصَّوْلَجَان- تَتْرُكُ السُّكَّان،
ثُمَّ، وَسَطَ الْأَبْخِرَة، وَالْأَنَاشِيدِ الرُّوحِيَّةِ الْعُلْوِيَّة،
تَغْسِلُ فِى ضَوْءِ الشُّمُوسِ الْأَرْبَعِ أَطْرَافَهَا الْمَلاَئِكِيَّة.
وَقَدْ أَصْبَحَتْ هِى الْأَسْعَد، وَالْأَجْمَل فِى تِلْكَ الْأَرْضِ الْجَمِيلَة
مِنْ حَيْثُ اِنْطَلَقَ "وَحْى الْجَمَالِ" إِلَى النَّشْء
(مُتَسَاقِطًا فِى أَكَالِيلَ عَبْرَ نُجومٍ عَدِيدَةٍ مَدْهُوشَة،
مِثْلَ شَعْرِ اِمْرَأَةٍ وَسَطَ لَآلِئ، حَتَّى، بَعَيدا،
وَهُوَ يُضِيءُ تِلاَلِ أَخَايَا حَيْثُ اِسْتَقَرّ)
نَظَرَتْ فِى الْمَدَى اللاَّمَحْدُود- ثُمَّ رَكَعَت.
غُيُومٌ ثَرِيَّةٌ بِالْمَطَر، كَظُلَل، مِنْ حَوْلِهَا مُتَلَبِّدَة-
كَرَايَاتٍ مُتَطَابِقَةٍ عَلَى شَاكِلَةِ عَالَمِهَا-