بينما كان ينتظر المتابعين للجوائز الأدبية ما ستصل له الروائية اللبنانية مى منسى، بعدما ترشحت فى القائمة الطويلة فى الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، جاء الموت ليسطر ليغيب الروائية الكبيرة، عن عمر ناهز 80 عاما.
وكانت المؤلفة الكبيرة التى رحلت فى الثمانين من عمرها، ضمن 16 كاتبًا عربيًا فى القائمة الطويلة للجائزة العربية الأرفع، برواية "قتلت أمى لأحيا"، الصادرة عن دار الريس، فى العام 2018.
وفى "قتلت أمى لأحيا" تروى الكاتبة اللبنانية "مى منسى"، تدور حول فتاة توفيت أمها اثناء ولادتها، فتشعر طيلة حياتها بالذنب لتردد هذه الجملة: "قتلت أمى لأحيا"، وتقدم فى هذه الرواية المؤلفة حكاية رشا القابعة فى زاوية التوحد منذ ولادتها، بعدما فتاة فقدت أمها أثناء ولادتها، فتشعر طيلة حياتها بالذنب لتردد هذه الجملة: "قتلت أمى لأحيا"، ومن هذا الوقت حطت رشا فى مؤسسة خاصة بالمتوحدين فى بلجيكا، عساها بالعلم الحديث تخرج من عالمها المقفل، حتى تقابل المخرج المسرحى ضياء العجمى الذى كان يتردد على هذا المعهد، فيقرأ ما كتبته رشا ويحاول استخراجها من عالمها.
ويبدو أن هذه الفتاة التى تعانى من التوحد، تصمم على تخطى محنتها، من خلال إتباع علاج نفسى، فيطرأ التحسن على حياتها من دون ان يعنى ذلك، شفاءها التام لتصبح حالها النفسية، طبيعية كسائر الناس، فتدخل عالم التمثيل عبر خشبة المسرح، وتروى معاناتها الشخصية والعائلية، لاسيما حادثة مقتل والدها الذى كان متوجها ذات ليلة ليشاهدها على المسرح، فيتعرض لعملية قنص على احد خطوط التماس، اضافة الى محطات اخرى مختلفة.
ومن أجواء الرواية: " منذ الصباح شعرت بيد القدر تقتلعنى من عزلتى المزمنة وتحثنى على الانتصار على علتي. فما خطر فى بالى ليلاً قمت ودونته على ورقة حتى لا تخذلنى ذاكرتى أمام اللجنة.. متدثرة بفستان أمى الأسود بدوت كما فى ذكريات والدي، على مثالها، ثريا الهاربة دوماً من واقعها من أجل أن تكون كائناً آخر. سمعتهم ينادونني. كان لى إسم. نويت فى تلك اللحظة أن أفجر الغلالة المقيدة جناحي.
"اسمعوني، أنا قتلت أمى لأجل أن أحيا. الخيوط المسيجة حريتى هى عقابي. سوف أعود إلى رحم أمى وأطلق سراحى منه. فبولادتى الثانية ستكون لى الحياة التى استحقها."