تمر اليوم الذكرى الـ111، على رحيل الزعيم المصرى مصطفى كامل، الذى رحل فى 10 فبراير عام 1908، عن عمر ناهز حينها 33 عاما.
وينسب للزعيم الراحل، تأسيس الحزب الوطنى، وإنشاء جريدة اللواء المصرية، كما كان من المنادين بإنشاء الجامعة المصرية (جامعة القاهرة حاليا)، وكان من أكبر المناهضين للاستعمار وعرف بدوره الكبير في مجالات النهضة، لكن على الجانب الآخر هناك بعض المواقف والآراء للراحل بدت إلى العامة كأنها تحمل تناقضا واضحا، بين تشجيعه للفن من ناحية، ومعارضته لتحرير المرأة.
وبحسب الكاتب رشاد كامل، فى مقال له بعنوان "الزعيم مصطفى كامل يدافع عن الرقص الشرقى!!" نشرته مجلة صباح الخير الأسبوعية عام 2016، فإن الزعيم الراحل دخل معركة كبيرة مع الشيخ على يوسف، مدافعا فيها عن الرقص الشرقى، مشيرا إلى أن الواقعة بدأت بعدما قام كاتب إنجليزى يدعى المستر "رودى"، الذي ذهب إلى قهوة اسمها "النوفرة" ترقص فيها الراقصات وتلقى فيها المونولوجات وتغنى فيها مطربة نصف معروفة!!، فقام فى اليوم التالى لتلك الزيارة بكتابة مقال كبير تصدرت صفحات جريدة الإجيبشيان ستاندرد، التى أسسها مصطفى كامل، وتمنى فى ختامها أن يشجع المصريون رقص بلادهم البديع!!
لكن تلك المقالة أثارت غضب الشيخ "على يوسف" الذى كان يعرف فى تلك الفترة على أنه خصم مصطفى كامل اللدود، فنشرت جريدته "المؤيد" ترجمة مقالة المستر "رودى" والتى علق عليها الشيخ على يوسف، ثار فيها على محررى جريدة الحزب الوطنى ووصفهم بالخباصين،واتهم مصطفى باشا بأنه يدعو فى صحفه للفسق والفجور!، ويريد أن يلوث أخلاق الكنانة بالدعاية للرقص الذى هو رجس من عمل الشيطان!!.
لكن الزعيم مصطفى كامل، لم يقف صامتا أمام مقالة على يوسف، وقام هو الآخر بكتابة مقالة تحدث فيها عن الرقص الشرقى ودافع عنه!!.. واستمرت المناقشة أيامًا، وما لبثت أن انضمت باقى الصحف ومنها "المقطم" التى تنشر إعلانات عن الصالات وتكتب الافتتاحيات عن عودة "ماردى منصور"-من شهيرات الراقصات وقتها- إلى ميدان الجهاد، وانضمت الصحف إلى الشيخ على يوسف ضد مصطفى كامل".
الموقف الآخر للزعيم الراحل، هو هجومه الشديد على كتاب المفكر الراحل قاسم أمين، الذى جاء بعنوان "تحرير المرأة"، وظهر بحسب ما يقول الدكتور محمد حسين هيكل: "خصماً لدوداً لقاسم وأفكاره، وكانت ميدانا لأشد المطاعن عليه"، واتخذ موقفا مماثلا لأغلب المشايخ المسلمين، حيث كان الكتاب بمثابة تحد صريح للرأى الإسلامى العام وقتها.
وكتب الزعيم الراحل فى مقالة نشرت فى جريدة اللواء بتاريخ 31 يناير عام 1901: "عندى إن حرية المرأة لا تكون في مأمن من كل خطر وضرر إلا إذا اجتمعت شروط ثلاثة: كمال وأدب عند النساء، وتعليم وتهذيب عند الرجال، وحكومة شديدة الشكيمة في المحافظة على الآداب العامة، ومحال أن تجتمع هذه الشروط الآن في بلد كمصر" .