أصدرت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، برئاسة الشاعر الدكتور علاء عبد الهادى، بيانا تدين فيه، زيارة السفير الإسرائيلى دافيد جوفرين، لفعاليات لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى يوبيله الذهبى، مثمنة ردود الفعل التى رفضت تلك النقابة، داعية كل النقابات المهنية المصرية بضرورة إنشاء مكاتب مقاطعة لهذا الكيان، لتكون أبلغ رد على المحاولات المستميتة من جانب الكيان للطبيع القسرى مع العرب، مشددة على إنها فضلت على خروج البيان بعد انتهاء المعرض، منعا للترويج لها.
وجاء نص البيان كالتألى:
تدين النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر زيارة سفير الكيان الصهيونى لمعرض الكتاب فى يوبيله الذهبى، التى أتت فى محاولة رخيصة من الكيان المغتصب
لاختراق ثوابت الضمير الثقافى الوطنى القائم على دعم الحق العربى والفلسطينى، والمضاد للتطبيع بأشكاله كافة.
ولتفاهة هذه المحاولة الفاشلة للتطبيع القسرى تفاهة من ذهبوا من صغار المثقفين للتصوير مع سفير الكيان الصهيونى - من قبل - مفاخرين بخيانة الضمير الثقافى فى ثابت من أهم ثوابته، فضلت النقابة أن تؤكد موقفها الرافض لكل شكول التطبيع بعد انتهاء أعمال المعرض، منعًا للترويج لهذه الزيارة، وكيلا تتحول الأضواء من الاحتفال للثقافة المصرية فى معرض الكتاب فى يوبيله الذهبى إلى ظلام محاولات الكيان الصهيونى المستمرة والفاشلة لفرض تطبيع قسرى لم تنجح ولن يكتب لها النجاح.
وخروجًا من ردة الفعل إلى المبادرة تؤكد النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر موقفها الفكرى الثابت من الكيان الصهيونى، وتدعو النقابات المهنية المصرية كافة إلى أن تحذو حذوها من خلال إنشاء مكاتب مقاطعة لهذا الكيان العنصرى الغاصب فى نقاباتهم، وفى هذا أبلغ رد على هذه المحاولات المستميتة للتطبيع القسرى التى تستهدف نقل الصراع من نطاقه العربى الإسرائيلى إلى خلاف فكرى أو ثقافى داخلى يتصارع فيه أبناء اللحمة الثقافية الواحدة فيما بينهم على ثوابت ضميرهم الثقافى العربى عامة، والمصرى خاصة.
وتحذر النقابة من أنه فى الوقت الذى يواصل فيه الكيان الصهيونى جرائمه ضد الشعب العربى الفلسطينى، وبقية الشعوب العربية فعلاً وتآمرًا، ظهرت فى الآونة الأخيرة دعوات شاذة أرادت أن تفتح له أبواب الجسد الثقافى العربى عبر مبادرات تطبيعية مرفوضة ومدانة من الشعب المصرى والشعوب العربية كافة، ومناقضة لثوابت الضمير الثقافى العربى.
كما تثمن النقابة فى الوقت ذاته الغضب العارم الذى شهدته وسائل التواصل من جموع المثقفين ضد الزيارة وكل من علم بها ولم يحل بينها وبين تمامها، مؤكدين أننا لن نبدل موقفا ولن نغير قرارًا بخصوص ثابت أصيل من ثوابت الثقافة المصرية وضميرها اليقظ والحارس لأمننا الثقافى فى زمن الالتباسات والصفقات.
إن مقاومة التطبيع هى الورقة القوية الوحيدة الباقية ضد محاولات الكيان الصهيونى الذى تأسس بالقوة والإرهاب، وقام على احتلال الأرض وغصب المقدسات، والاعتداء على حقوق الشعوب في أوطانها، فلا يمكن أن نرى التطبيع إلا فى إطاره الإنسانى الصحيح الذى يدين اغتصاب الأرض والحق، وفى مداه الإقليمى والقومى اليقظ الذى يعى خطورة هذا الكيان التوسعى على مصالحنا ومقدراتنا الوطنية.
من أجل هذا تؤكد النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وهى الكيان الممثل للعائلة الثقافية المصرية أن التطبيع لا يزيد على كونه محاولة لإضفاء الشرعية على كيان مغتصب، ودمجه إقليميًّا ودوليًّا، وأن هذه المحاولات المستميتة لفرض التطبيع القسري دليل على نجاعة مقاومة المثقف العربي للتطبيع ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً.
وإذ توجه النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر تحية إجلال إلى الشعب الفلسطينى البطل، وإلى كل من يقف ضد هذه المبادارت الشاذة والمشبوهة لاختراق ثوابت الثقافة العربية، المقاومة، فإنها تدعو المؤسسات الثقافية العربية، وجموع المفكرين والمثقفين والإعلاميين وقادة الرأى أفرادًا ومؤسسات إلى توعية الرأى العام بخطورة التطبيع على أمننا الثقافى القومى، تحيا مصر، وعاش كفاح الشعب الفلسطينى البطل.