مرة أخرى تتعرض التماثيل التراثية المصرية للتشويه على يد مسئولى الأحياء، بسبب توجيه أعمال تطوير وترميم الميادين التى توجد بها بعض التماثيل التراثية لغير المتخصصين، مما يتسبب فى تشويهها، وتحول مظاهرها الجمالى وصبغتها الحضارية إلى مظهر قبيح ينم عن عشوائية.
تمثال الفلاحة المصرية، واحد من ضحايا عمليات التشويه، فبعد شهور من واقعة تشويه تمثال الفلاحة المصرية، الذى يقع بمنطقة العمرانية أمام قاعة الصوت والضوء بشارع الهرم، للمثال الراحل فتحى محمود إمام، وقيام مسئولى قطاع الفنون التشكيلية بالوزارة بإزالة الدهانات التى أصابت تمثال الفلاحة، ولكن عاد مشهد التشويه مرة أخرى، وهذه المرة مع تمثال "الفلاحة المصرية" للمثّال الراحل نفسه، المتواجد عند مدخل مدينة الحوامدية جنوب الجيزة
حيث قام انفراد بزيارة للتمثال وتعرف على قصته، ففى عام 2014، كان التمثال يوجد بين منطقتى الخراف والمعاز بمدينة الحوامدية، وتم نقله إلى مدخل المدينة الشمالى وتم إعادة دهانه مرتين بخطوط خضراء ثم باللون الأخضر كاملًا.
ذلك قبل أن تتدخل وزارة الثقافة، على الفور، واستطاع قطاع الفنون التشكيلية، خلال ساعات قليلة، بإعادة الرونق التمثال، حيث انتهى المجلس المحلى للمدينة مع ممثلو قطاع الفنون التشكيلية من إعادة الشكل الأصلى للتمثال وإزالة الألوان المخالفة والتشوهات التى أصابته.
وبينما تعانى تماثيل المثال الكبير الفنان فتحى محمود، فى ميادين محافظة الجيزة، فى أحياء العمرانية والحوامدية، يظهر الاهتمام فى الخارج بتمثال الفلاحة المصرية للفنان التشكيلى محمود مختار، والمعروف باسم "الفلاحة على شاطئ النيل" والذى يبلغ ارتفاعه 42سم، كأبرز القطع الأثرية المعروضة للبيع والتى تحظى باهتمام كبير فى الخارج، ويقدر ثمنه ما بين 20 إلى 40 ألف جنيه إسترلينى، بعدما تم عرضه فى مزاد عالمى، تحت عنوان «فن القرن العشرين- الشرق الأوسط».. نظمته دار سوثبى، للمزادات العالمية، وذلك في لندن في 23 أكتوبر الماضى، وسط احتفاء إعلامى كبير.
وأنتج من هذا التمثال ما يقرب من 23 عملا فى الفترة ما بين عام 1931 إلى عام 1948، وعثر النحات عصام درويش بالصدفة على إحداها في حديقة سعد زغلول بحي العرب بمحافظة بورسعيد، خلال تواجده أثناء إجراء عمليه تطوير حديقة سعد زغلول بتوصية من قطاع الفنون التشكيلية، لمعاينة الحديقة وتطوير الميدان، وعثر على التمثال المصنوع من البرونز على يد النحات الكبير محمود مختار، ويبلغ طوله 2م بحالة سيئة حيث إن التمثال مطلي باللون الفضي ومرمم بطريقة خاطئة.