لعل رواية "أولاد حارتنا" للأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ أحد أكثر الروايات شهرة للأديب الراحل، إذ أثارت الرواية جدلا واسعا منذ نشرها مسلسلة فى صفحات جريدة الأهرام وصدرت لأول مرة فى كتاب عن دار الآداب ببيروت عام 1962، ولم يتم نشرها فى مصر حتى أواخر عام 2006.
وكانت لرواية "أولاد حارتنا" قصة مرتبطة بالمفكر الإسلامى أحمد كمال أبو المجد، الذى غاب عن عالمنا مساء أمس الأربعاء، عن عمر 89 عاما، بعدما رفض الأديب الراحل نجيب محفوظ، نشر الرواية فى مصر، إلا بعد كتابة "أبو المجد" مقدمة الرواية، وأخذ رضا الأزهر عنها.
وبحسب تصريحات سابقة للناشر إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق، إن الروائى الراحل اشترط أن يكتب مقدمة الرواية الشيخ محمد الغزالى والدكتور أحمد كمال أبو المجد، لكن الأول كان قد توفى.
وأضاف أن محفوظ اتفق مع أبو المجد على كتابة مقدمة الرواية المتفق إصدارها ضمن أعماله الكاملة، مشيرا إلى حرص أديب نوبل، على عدم وجود غضاضة من الأزهر الشريف تجاه نشر الرواية وتوزيعها، متابعًا: "تواصلت مع شيخ الأزهر، الذى قال إن هذا عمل أدبى يستحق النشر، وهذا الأمر أيضًا أكده المفتى عندما أوضح أن الدين لا يقف أمام الإبداع".
الكاتب الإسلامى الدكتور أحمد كمال أبو المجد، قام بالفعل بكتابة مقدمة الرواية واختار مقالة له هى عبارة عن "شهادة" حول "أولاد حارتنا" كان نشرها فى "الأهرام" فى 29 (دیسمبر) 1994 مقدمة للطبعة ما سميت بـ"الشرعیة" من الروایة، لكنه وضع لها قبل أیام مقدمة إضافیة برر فیها اختیاره مقالته تلك، قائلا: "عندما أعادت قراءة المقالة وروایة أولاد حارتنا وجد أن ما كتبه قبل عشر سنین عن محفوظ وروایته الممنوعة لا یزال صالحاً، وتابع: "أن ما شهدت به فى شأن هذه الروایة التى أحدثت فى حیاتنا الثقافیة دویاً ظلت أصداؤه تتردد سنوات طویلة، ما زال موضع إیمانى واقتناعى".