أصدر مشروع "كلمة" للترجمة فى دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبى كتاب "الشباب: العمر من منظور التاريخ الثقافى" للكاتب روبرت بوغ هاريسون، نقله إلى العربية الدكتور شحدة الفارع.
يتضمن الكتاب أربعة فصول وخاتمة، يتناول فيها المؤلف مفهوم العمر والحكمة والعبقرية وثورات امتداد الطفولة وحب العالم. ويسعى المؤلف إلى الإجابة عن سؤال بسيط ولكن الإجابة عنه ليست بالأمر اليسير، ألاّ وهو: كم عمرنا؟ ولكى يجيب عن هذا السؤال إجابة معقولة تطرق الكاتب إلى نظرية عمر الإنسان بكل دقائقها المذهلة. فالإنسان وفقاً لهذه النظرية، يمتلك عمراً بيولوجياً وتطورياً وجيولوجياً، وعلاوة على ذلك فإن للإنسان عمراً ثقافياً أيضاً.
يناقش الكاتب مفهوم عمر الإنسان وتطوره من منظور فلسفى حيث يقول إننا نسير نحو الشيخوخة ولكن كيف يمكننا أن نتمتع بروح شبابية وكأننا فى عمر أصغر. ومن الأفكار التى يناقشها المؤلف فكرة هوس مجتمعاتنا بالشباب، ويدعى الكاتب أنّ العالم الآن يحرم الأطفال من أكثر الأشياء التى تتطلبها مرحلة الشباب لكى يزدهر فيها الشاب ويتقدم. فالعالم يحرم الصغار من أساسيات حياتية تتضمن الاستمتاع بوقت الفراغ والخلوة والمأوى والانفراد التى تعد المرتكزات الأساسية التى تبنى عليها الهوية الشخصية. كما أنّ هؤلاء الصغار يحرمون من التخيل والتفكير بعيداً عن سحر الأفلام والتلفاز وشاشة الحاسوب.
فى نهاية الكتاب يركز الكاتب على توطيد مفهوم حب العالم بين الناس وتوضيح المحركات والعوامل الثقافية للتوالد والتجديد لكى نحدد إلى أى مدى - إن وجد - يتسم شبابنا المعاصر بطبيعة "المعجزة التى تحفظ العالم" من انهياره الطبيعي. ولكن ليس ثمة إجابة حاسمة لهذا السؤال فى الوقت الحاضر. ما مصدر حب العالم؟ أو بالأحرى، أين نقطة البداية التى تقود إليه؟ ويكمن الجواب فى الفترة الفاصلة ما بين الطفولة والبلوغ؛ ففى هذه الفترة ينبغى لبذور حب العالم أن تُنثر. وهذا يجعل مهمة التعليم أكثر إجهاداً، وعلى وجه أكثر تحديداً، فإنّ مهمته تكمن فى تعليم حب العالم - الحب الذى دونه لا يمكن أنّ يكون للعالم وجود أبداً.
يعمل روبرت بوغ هاريسون أستاذاً للأدب الإيطالى فى جامعة ستانفورد، وهو رئيس قسم اللغة الفرنسية واللغة الإيطالية. حصل على درجة الدكتوراه من جامعة كورنيل عام 1984. نشر العديد من المقالات وألف عدداً من الكتب من أهمها كتاب: الغابات Forests، وكتاب الحدائق Gardens وهيمنة الأمواتDominion of the Dead.
يعمل الدكتور شحدة فارع أستاذاً للغويات والترجمة فى جامعة الشارقة، وحصل على درجة الدكتوراه فى اللغويات من جامعة كانساس عام 1988. نشر العديد من الأبحاث فى مجالات الترجمة واللغويات وتعليم اللغة الإنجليزية. وألف عدداً من الكتب الجامعية لتدريس اللغويات واللغة الإنجليزية، وترجم العديد من الكتب من الإنجليزية الى العربية وبالعكس.