رحل فى ساعات مبكرة من صباح اليوم، الروائى الليبى الكبير أحمد إبراهيم الفقيه، عن عمر يناهز 76 عاما، بأحد المستشفيات بالقاهرة، بعد رحلة طويلة مع المرض.
ويعد الروائى الراحل، احد أبرز الروائيين فى الأدب الليبى، ولعل أشهر رواياته هى ثلاثيته الرائعة "سأهبك مدينة أخرى"، وقع اختيارها كواحدة من ضمن قائمة أفضل مئة رواية عربية، وصدرت الثلاثية لأول مرة عن دار "رياض الريس" العام 1991 مكونة من كتاب واحد من 516 صفحة يجمع ثلاث قصص، وهى "سأهبك مدينة أخرى، هذه تخوم مملكتي، نفق تضيئه امرأة واحدة".
مع بداية القرن الجديد، قام اتحاد الكتاب العرب، بوضع قائمة بأفضل 100 رواية عربية فى القرن العشرين، وقد روعى فى هذه القائمة تنوع الأجيال والأقطار، وفى الحقيقة القائمة تضم 105 رواية؛ وقد نشرت القائمة في العدد 426 من جريدة أخبار الأدب الصادر بيوم الأحد الموافق 9 سبتمبر 2001، تصدرتها ثلاثية الأديب العالمى نجيب محفوظ "بين القصرين، قصر الشوق، السكرية"، بينما جاءت ثلاثية أحمد إبراهيم فى المركز السادس عشر، خلف رواية "الزينى بركات" رائعة الأديب المصرى الراحل جمال الغيطانى.
تحكي الرواية الثلاثية عن رحلة بانورامية لشاب ليبي (خليل الإمام)، غادر وطنه بحثاً عن المستقبل والحلم، وعاد إليه منكسراً. تسكن المرأة والجذور كل تفاصيل عمره؛ (في وطنه وغربته)؛ عاشقاً، محبطاً، خاسراً.
وتتناول الرواية ذلك الرجل الشرقى الذى ذهب للغرب بمفاهيم وأفكار وقيم معينة، ثم هناك يظهر الجانب الخفى من شخصيته، الجزء المخبئ وراء قناع فرضه عليه المجتمع، وإستطاع أحمد إبراهيم الفقيه أن يروى فى سرد مشوق ماذا يحدث عندما ظهرت شخصية هذا الرجل على حقيقتها ونرى خلال هذه الأحداث الصراع وأوجه الخلاف بين الشرق المحافظ والغرب الذى يصل لحد الانحلال.