باعت دار كريستز، للمزادات العالمية فى لندن، مخطوط قرآنى، يعود للعصر المملوكى، يعرض فى مزاد يحمل عنوان" فن العالمين الإسلامى والهندى"، وضربت المخطوطة كافة الأرقام القياسية المتوقعة، حيث أنها بيعت بـ 3,724,750 ألف جنيه استرلينى، على الرغم من أنها كانت مقدرة للبيع ما بين 500 إلى 800 ألف جنيه استرلينى.
وأوضح ويليام روبنسون أحد الخبراء فى المزاد، أن المخطوط يحمل توقيع "الملك الأشرف"، أو "السلطان قايتباى"، لذا يعتبر من ضمن المخطوطات الملكية، وعلى الرغم أن هذا المخطوط القرآنى الضخم يرجع إلى أكثر من 500 عام، إلا أن صفحاته فى حالة ممتازة وتحتفظ بلونها اللامع"، حيث كان المخطوط ضمن مجموعة خاصة منذ عام 1982 .
وأشار لويليام روبنسون، أحد الخبراء فى المزاد، إلى أنه لم يتم طرح أى شىء مشابه لذلك فى السوق خلال الثلاثين عامًا الماضية، مضيفا أن هناك أكثر من عامل أساسى يجعل هذا المخطوط القرآنى غير عادى، الأول يكمن فى الأصل الملكى، حيث يقول: "من النقش على الصفحة الأمامية المضاءة على صفحتين، نعلم أن هذا المصحف المملوكى صنع لسلطان الملك الأشرف سيف الدين قايتباى، الذى حكم من 1468 إلى 1496.
وتابع لويليام روبنسون، استخدم خط الثلث بشكل مذهب، وهو خط إسلامى أنيق، على غلاف بلون اللازورد، ويوضح المتخصص "من غير المعتاد بالنسبة للقرآن الذى يعود إلى هذه الفترة أن يكتمل بصفحاته الأمامية والخلفية الأصلية وغير المضطربة، وكذلك اسم وتاريخ الكاتب، مشيرا إلى أن مخطوطة القرآن المملوكى بهذا الحجم نادرة للغاية، وهذا هو السبب الذى يجعله تحظى بالكثير من الاهتمام عندما يأتون إلى السوق.
ولفت لويليام روبنسون، إلى أن العامل الثانى هو حجم الورقة، التى تبلغ مساحتها 68 سم × 45،5 سم (26¾ × 18 بوصة)، وهذا يعادل تقريباً حجم الورق البغدادى الذى تم تطويره فى مدينة بغداد والذى تم تبنيه فى جميع أنحاء العالم الإسلامى فى العصور الوسطى، وبالنسبة لروبنسون، فإن حجمه الكبير يشير إلى أنه وهب بالفعل لأحد مؤسسات قايتباى، ولم يبع إلا بعد ذلك إلى "جامع مخطوطات".
ويقول ويليام روبنسون: على الرغم من أن هذا المخطوط الضخم يرجع إلى أكثر من 500 عام إلا أنه خالٍ من اثنين من أفظع ويلات الكتب القديمة فى العالم الإسلامى: الحشرات والرطوبة.