فى سنة 325 ميلادية، كان هناك لقاء دينى قدر له أن يكون أحد أشهر اللقاءات التى ناقشت قضايا الأديان فى العالم، إنه مجمع قونية الذى بحث فى وضع ما سمى بقانون الإيمان المسيحى.
كل كتب التاريخ والكتب الدينية وحتى الروايات تشير دائما إلى مجمع نيقية الأول، وتعده أحد أهم المجامع فى تاريخ الديانة المسيحية، والذى عقد يوم 20 مايو من عام 325 ميلادية.
مجمع نيقية الأول أو المجمع المسكونى الأول أحد المجامع المسكونية السبعة وفق للكنيستين الرومانيّة والبيزنطية وأحد المجامع المسكونية الأربعة، سمى مجمع نيقية بهذا الاسم نسبة إلى مدينة نيقية التى عقد فيها وهى العاصمة الثانية لولاية بيثينية وتقع فى الشمال الغربى لآسيا الصغرى، تقع حاليا على ساحل الأناضول وتسمى "إزنيق".
جاء عقد المجمع المسكونى الأول بناء على كتاب من البابا ألكسندروس إلى الملك قسطنطين الكبير يطلب منه عقد مجمع مسكونى، بغرض مناقشة أراء الأسقف آريوس السكندرى حول المسيح، والتى وصفت فى الكتاب بالبدعة، فوافق قسطنطين على عقد مجمع مسكونى وأرسل منشورًا لجميع الأساقفة فى المملكة ليستدعيهم فى مدينة نيقية.
حضر المجمع 318 أسقفًا من كل العالم المسيحى، برئاسة البابا الكسندروس بابا الإسكندرية، وعملوا له كرسى عظيم من الذهب، وكان مقررا أن الرئيس هو هوسيوس أسقف قرطبة ولكن الجميع سلموا للبابا الكسندروس أن يتقدمهم فى كل الجلسات لأنه هو البابا الوحيد فى وسطهم.
كان آريوس يعتقد وهو ما شرحه للأساقفة "إن الابن ليس مساويًا للآب فى الأزلية وليس من جوهره، وأن الآب كان فى الأصل وحيدًا فأخرج الابن من العدم بإرادته، وأن الآب لا يُرَى ولا يُكشَف حتى للابن، لأن الذى له بداية لا يعرف الأزلى، وأن الابن إله لحصوله على لاهوت مُكْتَسَب".
أحدثت هذه الآراء جدلا كبيرا، حتى أن بعض الأساقفة سدوا آذانهم لكى لا يسمعوا هذه الأفكار التى وصفوها بالتجديفوعندما حاول آريوس الدِفاع عن فكرته،وقف أمامه أثناسيوس.
صدق الأغلبية على اقتراح أثناسيوس واعترض حوالى سبعة عشر صوتًا، ووضع المجمع قانون الإيمان من أول "بالحقيقة نؤمن بإلهٍ واحد".... حتى قوله "ليس لِمُلْكِهِ انقضاء"َ، ووقع المجمع قرارا حرم آريوس وأتباعه وبعد هذا القرار بالحرم، أمر الملك بنفيه وحرق كتبه وإعدام من يتستر عليها.