تحل اليوم ذكر ميلاد شاعر وكاتب مسرحى ومؤلف موسيقى، يعتبره البعض من أهم أدباء القرن الـ 20، إنه الأسبانى فيديريكو جارثيا لوركا.
جارثيا الذى ولد فى غرناطة، كان والده مزارعًا ثريًا، وأمه معلمة، أخذت على عاتقها تعليمه النطق والكلام، نظرًا لما وجدته من صعوبة فى نطقه، كما أنه لم يستطع المشى حتى بلغ 4 سنوات، وذلك بسبب مرض تعرض له أثناء ولادته.
وبالطبع فإن كل ما تعرض له خلال طفولته جعله لا يستطيع مشاركة الأطفال فى لعبهم، ولعل ذلك ما جعل لديه قوة تخيلية وإحساس كبير، فقام بنفسه بصنع مسرح خاص به، أبطاله من العرائس، فصنع لنفسه عالم من الخيال، وواجهة جارثيا صعوبة فى شراء مسرحيات مكتوبة فكتب لنفسه مسرحياته الخاصة وهو صغير، وهذا ما عمق لديه الشغف بفن المسرح.
كان جارثيا يصنع مسرحياته من قصص الخدم والأغانى الشعبية، حتى التحق بمدرسة فى غرناطة، ثم التحق بالجامعة ولكنه لم ينهى تعاليمه بها، فكان لا يميل للدراسة الأكاديمية، وكانت سعادته عندما يجلس على المقاهى ويتجول فى الريف، ليكتشف العديد من الثقافات المختلفة.
طبع له أول كتاب فى عام 1918م، تحت عنوان "انطباعات ومناظر"، وكان حصيلة العديد من الرحلات فى أسبانيا، بينما طبع أول ديوان له فى عام 1921م، تحت عنوان "كتاب الأشعار"، وبطبعه كان لا يميل لنشر أعماله والدليل على ذلك صدور ديوانه الثانى بعد 6 سنوات من صدور الديوان الأول وكان بعنوان "أغان"، وكان يفضل أن ينقل شعره عن طريق غيره، ويذكر ذلك فى مقالته عن الروح المبدعة: "أن الشعر بحاجة إلى ناقل.. إلى كائن حى".
فى عام 1936، وصل إلى غرناطة بعد تجولة فى العديد من البلدان الولايات المتحدة الأمريكية، وكان وقتها تم القبض على صهره بسبب ثورة اندلعت هناك، ورود بلاغ مجهول ضد لوركا ، وتم القبض عليه فى منزل أحد أصدقائه، وهو الشاعر لويس روزاليس، وتم إعطاء أمر تنفيذ الإعدام من قبل الحاكم المدنى لغرناطة، خوسيه فالديز، الذى كان قد أمر سابقا النائب رامون رويز ألونسو باعتقال الشاعر، فأُعدم رمياً بالرصاص بتهمة كونه جمهورى.