ها هى الأهرامات تطفىء أنوارها
والقلعة والأوبرا معها
يلبسون ثوب الحداد على رحيلك
لم يكن لذلك علاقة بتوفير الطاقة
ولا بالعولمة والمناخ والقوانين الدوليه
لكنهم يتظاهرون بذلك
خوفا من ديناميت الدواعش
ومعاول الوهابية
والنفط يسقينا كل صباح
من الشهوات والجهل أقداح
لم يقطع إرسال التلفاز ليعلن الخبر
ولم يذكر فى الشريط المكرر
ولم يعلن الحداد سنوات طويلة
لو كانوا يعرفون قدرك يا على
ويدركون فداحة الرحيل
لتقلص قطف الورود فى سيناء
واختفت النعوش التى تأتى
من هناك صباح مساء
فى زمان تضخمت فيه الأجساد
على الرؤوس وطغت
وأذلتها وجعلتها تسير فى خدمتها
حتى أصبحنا نمشى على رؤوسنا
وأقدامنا فى الهواء ونعيش كامل الهذيان
ونستكشف السماء لا بالعقل ولا بالوجدان
نستكشف السماء بالغباء بالشهوات والأعضاء
وعلى أتفه الأمور تزهق الأرواح وتسيل الدماء
وما فى رأسك يا على يستنزف ألف جسد
ويخرج الدماء من رتابة الدوران
والنبض عن انتظامه
من بعدك يا على يعرى الأقنعة
ويردم المسافات بين الحنابلة والأشاعرة
من يزلزل أقدام أصنام الظلام
التى لم تموت
كلما تضربها أضواء التنوير
تردها وتعود مدعومة بالنفط وبالبنكنوت
الآن هم فرحون سيسدون ما أحدثت من ثقوب
ويسوقون الثوب البالى حتى تمتلىء الجيوب
وتتراكم الثروات
حتى تصبح أيادى الكهنة من يحتكرون النصوص
ويجمدون النصوص
أنعم من خدود العذراوات
لكنك يا على وضعت علامتك فوقها
وأضأت عقولا تستطيع كشفها وتكمل الطريق
يا على ستظل عيناك تومضان بهذا البريق
الساحر الأبدى
كانوا يعدون لك السجون
فتركتهم سجناء ذواتهم وجشعهم
وتحررت وانتصرت
أصبحت نجما فى سماء الكون
ستعود يا على
حتى تفرد الكلمات أجنحتها إلى أخر المدى
ستعود صرخة للنور فى الصوت وفى الصدى
ستعود حتى تتمرد الأمواج على جذرها
ستعود يا على كما كنت دائما لنحيا معا
على حافة البركان
لست حزينا على الموت
فهو أعدل الأشياء فى الوجود
ومثلك يا على لا يموت
لست حزينا على الرحيل
فهو قدر عليك وعلينا يسود
وسيظل وجهك يطل علينا بين الكلمات
ولكن يا أبا إياد
لماذا كان الرحيل مبكرا فى منتصف الطريق
ومن بعدك يعلمنا الصمود والصدق والعناد
انفطرت عليك قلوبنا وقلب البلاد
هل قهرتك أساطين الجهل فاخترت البعاد
لكننى سيقتلنى الحزن كلما أنظر فى وجهك
الذى يجلدنا بسياط الطيبه والنبل
كلما أنظر فى عينيك اللتين يفتحان أبواب المنارة
وأندهش كيف يجمعان النهر والبحر
كل هذه الطيبه والعذوبة
وكل هذه المرارة