حذر رئيس أركان الجيش الجزائرى أحمد قايد صالح، الأربعاء الماضى، من رفع أى علم آخر غير علم الجزائر خلال التظاهرات، مؤكدا أن "لدى قوات الأمن أوامر بالتطبيق الصارم للقانون"، فى إشارة على ما يبدو إلى علم الأمازيغ الذى يرفع أيضا خلال المسيرات.
ورفع هذا العلم فى التظاهرات إلى جانب العلم الوطني، منذ انطلاقها فى 22 فبراير للمطالبة بتغيير النظام، وبعد استقالة بوتفليقة، يطالب المحتجون الآن برحيل كل رموز النظام السابق.
والعلم الأمازيغى هو علم يرمز للأمازيغ، تم تصميمه فى سبعينيات القرن الماضى قامت الأكاديمية البربرية بتقديم العلم إلى مجموع الجمعيات والمنظمات المدافعة عن حقوق الأمازيغ بشمال أفريقيا، وفى عام 1998 تبنى الكونغرس العالمى الأمازيغى العلم بمدينة تافيرا بجزيرة لاس بالماس بجزر الكنارى والتى تعرف تواجدا أمازيغيا منذ القدم تحت مسمى الغوانش.
وترمز ألوان العلم إلى الهوية الإمازيغية، وتشير ألوانه الثلاثة إلى الامتداد الجغرافى الذى توجد فيه الشعوب الأمازيغية؛ فاللون الأزرق يرمز إلى البحر والأخضر إلى الجبال والأصفر إلى الصحراء، أى من جزر الكنارى إلى واحة سيوا فى مصر ومن شمال إفريقيا إلى السنغال، ويتوسط هذه الألوان حرف ياز الأمازيغى باللون الأحمر، الذي يرمز للحياة والمقاومة.
وبحسب الباحث أحمد عصيد، في تدوينة له قال فيها: "الواقع يعود إلى السبعينات من القرن الماضي، حيث هو في الأصل إبداع لأحد الأمازيغ القبايليين بالجزائر، الذي كان عضوا بالأكاديمية البربرية بباريس منذ الستينات، ولا يعرف الكثير من المناضلين الأمازيغيين بأن هذا العلم كان حاضرا سنة 1980 في أولى تظاهرات الربيع الأمازيغي التي اندلعت بسبب منع محاضرة مولود معمري بجامعة تيزي وزو، غير أنه لم يلفت الأنظار آنذاك. ورغم أن هذا العلم كان يوزع باليد في بعض التظاهرات المحدودة خلال الثمانينات إلى منتصف التسعينات، إلا أنّه ظلّ علما قبايليا تقريبا، مما يفسر تبنيه من طرف حكومة فرحات مهني بالمنفى بعد دلك. إلا أن تاريخ هذا العلم سيعرف انعطافا هاما وبداية انطلاق عالمية مع المصادقة عليه من طرف كل القوى الأمازيغية المشاركة في الكونغريس العالمي الأمازيغي سنة 1997".
ووفقا تصريحات للباحث نفسه، نقلها موقع "هسبريس" المغربى، أن العلم الأمازيغى هو ذو طبيعة ثقافية يرمز إلى الهوية الأمازيغية حيثما كان الأمازيغ، ولا علاقة له بعلم أى دولة، ولهذا يرفعه الجزائريون والمغاربة والليبيون والماليون والتونسيون، كما يرفعه أبناء الجالية فى أوروبا وأميركا وكندا"، مشيرا إلى يرمز أيضاً إلى "العلمانية والتحرير من وصاية الدين ورجال الدين، ولهذا تجده فى كل التظاهرات من أجل المساواة والتحرر، مثل احتجاجات الحركة النسائية أو 20 فبراير أو المظاهرات الشبابية، لأنه يعبر عن مطالبهم جميعاً".