أصدرت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر عددا خاصا من مجلة "منبر ابن رشد"، يدور فى معظمه حول أدب السجون، وهو الموضوع الذى خصصته المؤسسة لجائزتها لعام 2015.
وهناك مواضيع أخرى مثل فلسفة المقاومة اللاعنفية للسياسى والكاتب الأمريكى هنرى ثورو، وعرض لكتاب "نبوة محمد"، وكتاب "زراعة الريح: الآثار المترتبة على السياسة الغربية فى الشرق".
ويبدأ العدد بمقال للكاتبة والناقدة المصرية الراحلة رضوى عاشور عن أدب السجون كتبته سنة 2008، وتعرض فيه بعض أعمال ممن عانوا فى السجون السياسية، وأبدعوا فى وصف ما لاقوه من عذاب من أمثال إبراهيم طوقان وعائشة عودة من فلسطين وصنع الله إبراهيم من مصر ورشيد بن عيسى، وأحمد المرزوقى من المغرب وسهى بشارة من لبنان.
فى خاتمتها لكتاب "أحلام بالحرية" (بعنوان "تجربة الكتابة")، نعيش صعوبة تدوين تجربة الكاتبة الفلسطينية عائشة عودة صاحبة جائزة ابن رشد للفكر الحر لأدب السجون 2015 فى السجون الإسرائيلية، والصراع الصعب مع ذكريات ومعاناة تجربة السجن والسجان الإسرائيلى كانت خلالها تبحث عن لغة تعبر من خلالها عما تحس به فى داخلها، وفجأة وبعد سنوات تردد طويلة تقول: "شعرت أننى خرقت الجدار وامتلكت لغتى الخاصة".
أما أحمد المرزوقى الحائز على جائزة ابن رشد التقديرية 2015 والضابط المغربى السابق فقد تناول تجربة سجنه لعشرين عاما، ومنها 18 عاما فى معتقل تزممارت الرهيب، حيث مات كثيرون من رفقائه الأسرى جراء البرد والمرض وسوء التغذية والرعاية الصحية.
ولمصطفى خليفة، الحائز على جائزة ابن رشد التقديرية 2015، حكاية أخرى مع السجون فى سورية التى سجن فيها مرتين، امتدت فى المرة الثانية 15 عاما؛ فكتب روايته "القوقعة" التى تسرد يوميات سجين وتشهد على مدى العنف والظلم فى سجون الطغاة.
وفى نهاية العدد عرض لكتاب صدر عام 2015 عن دار بيك الألمانية للنشر "زراعة الريح: الآثار المترتبة على السياسة الغربية فى الشرق" للدكتور والكاتب السياسى ميخائيل لودرز حظى بالاهتمام والتعليق من قبل السياسيين والمختصين والمستشرقين الألمان.
والكتاب الذى يتناول فشل السياسة الغربية فى الشرق الأوسط يتميز بجرأة وشجاعة فى رصده آثار السياسات الغربية وما سببته من اضطرابات وحروب فى أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وبقية المنطقة العربية، كما ينتقد السياسة الإسرائيلية وحروبها على غزة.