تمر اليوم ذكرى ميلاد السير والتر سكوت (15 أغسطس 1771 - 21 سبتمبر 1822) والذى كان أكثر الكتاب شعبية فى زمانه وكان الجمهور يتهافت بحماس على رواياته بمجرد خروجها من المطبعة.
وقد قيل مرة إن كل ألمانى فى برلين كان يأوى إلى سريره وهو يقرأ قصة سكوت الشهيرة ويفرلى ويتناول قهوته الصباحية متصفحا روايته الأخرى روب روى، وبفضل والتر سكوت دخلت الرواية التاريخية فى الأدب.
ولد السير والتر سكوت عام 1771 فى ادنبره عاصمة اسكتلندا وقبل أن يبلغ عامه الثانى اصابه داء الشلل وافقده المقدرة على استعمال رجله اليمنى، وفى السادسة والعشرين تزوج سكوت من فتاة فرنسية تدعى شارلوت شاربنتيه وبعد ذلك بقليل بدأ ينشر أول أعماله الشعرية.
فى عام 1820 كتب أشهر رواياته على الإطلاق ايفانهو وقد اشتهر وعرف بفضل هذه الرواية التاريخية الحديثة وأطلق على أبو الرواية الحديثة.
ورواية "الطلسم" التى كتبها والتر سكوت عام 1835، هى الرواية الوحيدة التى كتبها حول الحروب الصليبية، ولأن الكاتب اعتاد أن يكون أبطاله دائما من النبلاء المتخاصمين فيما بينهم، مثلما حدث بالنسبة لفرسان المائدة المستديرة، فإنه حول الحرب بين الصليبيين والمسلمين إلى مواجهة بين نبلاء، خاصة بين الملك ريتشارد قلب الأسد، وصلاح الدين الأيوبي، حيث فقد كل من الاثنين الشعور بالعداء الذى يود فيه كل منهما تدمير الآخر، ولكنه يسعى للانتصار على منافسه، خاصة صلاح الدين الأيوبى الذى تسلل ليلا وسط الجيوش الصليبية وهو يحمل معه الدواء اللازم لعلاج خصمه.
يقول النقاد إن والتر سكوت هو أحد أدباء الغرب الذين نظروا إلى صلاح الدين كبطل عربى مسلم يتسم بالنبل والشجاعة. يعيش فى بلاد قامت بتصدير الحكمة والقوة، والرخاء والشجاعة إلى العالم. ولم يتكلم المؤلف عن الحرب الدائرة بين الصليبيين والمسلمين، ولكن عن الصراع الذى تحول إلى صداقة بين قائدين متحاربين.
ويصور الكاتب البطل المسلم كعالم مثقف، وليس فقط كقائد منتصر شجاع، ومحارب، فقد تمكن من تشخيص المرض العضال الذى كاد أن يودى بحياة ريتشارد قلب الأسد، ومنحه العلاج الشافي، وقبل أن يغادر صلاح الدين معسكر الصليبيين، يقدم إلى الفارس الاسكتلندى الشهير سير كينيث التعويذة أو الطلسم الشافى الذى يمكن أن يبرئ المريض، لو عاوده المرض، ومن هنا جاء اسم الرواية.
الجدير بالذكر أن هذه الرواية تحولت إلى فيلم سينمائى عام 1953 تحت اسم«صلاح الدين والصليبيون».