كتاب "الأطلال" لـ"زابل يسيان".. ذبح الأرمن تاريخ يطارد حكام تركيا

مذابح الأرمن وصمة عار ما زالت تطارد مرتكبيها والمنكرين لها الرافضين لتحمل دورهم التاريخى فى الاعتراف بهذه الجرائم العالمية، وهذه الكارثة التى انتهت فى 1915 بقتل 1.5 مليون إنسان لم تبدأ فجأة بل كانت لها إرهاصات قديمة، ففى ربيع عام 1909، سافرت الكاتبة الأمريكية زابل يسيان من اسطنبول إلى أضنة بتركيا، بعد مذبحة الأرمن التى قضت على 30 ألف قتيل من الأرمن فى جميع أنحاء وسط المدينة.

وكانت الكاتبة واحدة من المجموعة التى أرسلت من قبل البطريركية الأرمنية المخصصة لدراسة الأوضاع بعد عمليات القتل وتقديم المساعدة للأيتام واللاجئين.

ونشرت الكاتبة أثناء سفرها العديد من المقالات الصحفية والقصص وترجت أيضا العديد الكتابات التى تعرضت لهذه الواقعة، وتعد تجربة مدينة "أضنة" أكثر التجارب المؤلمة التى عاشتها فى حياتها المهنية.

ويعد كتاب "الأطلال" شهادة حية كاملة عن التفاصيل البشعة التى عشها سكان مدينة "أضنة" حيث إن الكاتبة صورت المنطقة وكيفية تحولها إلى الجحيم، هذا بالإضافة إلى أنها رصدت صدمة معاناة مجموعة من السكان المحليين، ونشرت الكاتبة هذه التفاصيل بعد عودتها إلى اسطنبول فى عام 1911.

والكتاب يستعرض المجزرة منذ بدايتها عام 1909، وأيضا يتناول الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثانى لتولية السلطة، هذا بالإضافة على أنها رصدت معاهده الضباط الشباب لاستعادة الدستور وحماية جميع المواد العثمانية، كما أن الكتاب يتناول دعم الأقليات المسيحية الأرمينية للانقلاب ضد السلطان.

ووصفت "يسيان" حمام الدم الذى حدث داخل المدينة، وأيضا صدمات أوصاف السكان المحليين عن تلك المجزرة، وعبرت الكاتبة أن دمار المدينة يمتد إلى خارج حدودها فهى بمثابة مقبرة بلا نهاية، فكان أول ما طال المدينة تحطيم مئات المحارب والآلات الزراعية التى كان المزارعون الأرمن جلبوها من أوروبا لزراعة سهول أقليم "كيليكبا"، وكانت هذه الآلات تعمل بقوة البخار.

وتسرد الكتابة أن الخراب طال أيضا العديد من المبانى المعمارية بما فيها من الكنائس والمدارس والمساكن التى تحولت إلى أكوام من الخراب والأحجار المتفحمة، هذا بالإضافة إلى أنها صورت أشكال تحطيم جميع المبانى من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب وصولا إلى أنحاء بعيدة من تركيا.

كتاب "الأطلال" عبارة عن صفحات مليئة بالعذاب بعدما أصبح العديد من الأطفال أيتاما ومصابين بصدمات نفسية، وفى كل مكان تذهب فيه الكاتبة تجد السكان المحليين يحملون الآثار الجسدية والنفسية نتيجة التعذيب، وأيضا أثار الاعتداء الجماعى عليهم، فشبهت وجوهم بأنها داكنة حزينة وكئيبة.

وتحاول الكاتبة فى كتاب "الأطلال" أن ترصد حياة الأرمن بعد المذبحة الأولى مقاومة الأرمن وتحديهم للصعاب التى يمرون بها، واهتمامها برسم صورة مثيرة للشفقة من الباقين على قيد الحياة الأطفال الأرمن من مدينة أضنة.

ويذكر أن كتاب "الأطلال" بمثابة مرجع ضخم وشهادة قوية لهذا الحدث المدمر، وأيضا يعتبر تمهيدا للإبادة الجماعية التى حدثت للأرمن عام 1915 والتى راح ضحيتها الملايين، فالكتاب رصد لصور رائعة تنقل مشاهد الرعب والدمار بشكل مفسر.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;