تمر اليوم الذكرى الـ136، على انفجار بركان كراكاتوا أحد أكبر البراكين فى تاريخ العالم، الذي خلف 163 قرية مدمرة و36380 قتيل.
وهو بركان بدأ بعد ظهر يوم 26 أغسطس 1883، وبلغ الذروة مع العديد من الانفجارات المدمرة للكالديرا المتبقية، وفي 27 أغسطس إنهار ثلثي كراكاتوا في سلسلة من الانفجارات الضخمة مع تدمير معظم الجزيرة والأرخبيل المحيط بها، ويعد هذا أعنف انفجار ومن أكثر الثورات تدميرًا في التاريخ المسجل، تسبب انفجار البركان إلى جانب التسونامي التي خلقها في مقتل 36417 علي الأقل، بالإضافة إلى التأثيرات الواضحة للانفجار على العالم كله.
وبحسب كتاب "سلسلة ألفا العلمية: الزلازل والبراكين" تأليف نيكولا باربر، كان فى أندونيسيا جزيرة صغيرة بين جزيرتين أكبر منها هما جاوة وسومطرة، وقد حدث فى فى هذه الجزيرة ثلاثة براكين، أطلق على الأوسط كراكاتوا، وانفجر بركان كراكاتوا بداية الامر فى 20 مايو سنة 1883، وقد كان أعنف ثوران بركانى عرفته البشرية.
أطلق كراكاتوا سحابة من البحار والرمال عاليا فى الفضاء، وتدفقت صخور حمراء تسمى الحمم فى الهواء فكانت مثل عرض للألعاب النارية، ولم يشعر السكان فى بداية الأمر بالقلق الشديد، فقد اعتقدوا أنهم لم يكونوا فى خطر من ذلك الانفجار، ثم شهر أغسطس زادت حدة ثوران البركان حيث بلغ حلو سحابة الرماد المنبعثة منه 27 كليو مترا فى الفضاء، وكانت تقع انفجارات مدوية كل بضع دقائق تمكن الناس من سماعها من على بعد يزيد على 1000 كليو متر، وفى تلك الآونة كانت تمر سفينة عبر القناة الواقعة بين جاوة وسومطرة، وصف قائدها البركان كما جاء فى الكتاب: "جاءت أصوات الإنفجارات المصمة للآذان كأصوات المدافع الثقيلة فى حين انطلقت كتل من الحمم المشحونة بالغاز فى الفضاء وكأنها عرض ضخم للألعاب النارية، وبعد الساعة الخامسة مساء قذف ظهر السفينة بكتل حارة من الصخر البركانى وصل حجم بعضها حجم القرع".
وبحسب الكتاب سالف الذكر، وقع أسوأ جزء من الانفجار البركانى فى 27 أغسطس حيث وصل الرماد إلى علو 80 كليومترا، والناس المقيمون فى الجزر المجاورة لم يروا أى ضوء للشمس لمدة يومين ونصف، وأصبح البركان ينفجر بصورة مستمرة حتى وقع انفجار ضخم كان أقوى انفجار سمعه الناس على وجه الأرض، ولدى ارتطام الصخر الأحمر الحار بالبحر تولدت أمواج ضخمة اطلق عليها اسم "تسوناميز" غمرت الجزر المجاورة وأغرقت ما يزيد عن 36 ألف شخص.