"تعامل محفوظ مع المرأة ليس باعتبارها كائناً اجتماعياً مظلوماً ومقهوراً، بل باعتبارها مسئولة مسئولية كاملة عن نفسها وحياتها، وباعتبارها فرداً اجتماعياً يمتلك كل القدرات والإمكانات التى تؤهله لتحقيق ما يريده، وبالتالى فالمرأة عند نجيب محفوظ كانت كائناً من لحم ودم وليس كائناً نظرياً مجرداً فى الأذهان، أو مجرد كلمة سقطت من أحد الكتب السميكة"، الناقد والروائى الدكتور أشرف الصباغ عن الشخصيات النسائية فى أدب "محفوظ".
جسد نجيب محفوظ العديد من الشخصيات داخل الواقع المصرى، متأثرا ببيئة الشعبية البسيطة وبعمقها الأصيل، استطاع بعبقرية، أن يوظف المرأة فى أكل أعماله وحملها رسائله للقراء، فالمرأة عنده تاريخ وجغرافيا وانتصارات وانكسارات عاشتها مصر التى كتب عنها.
كانت للنساء داخل روايات محفوظ، تناول وطعم مختلف، فمن ينسى حدوتة أمينة فى "الثلاثية، جليلة فى "حديث الصباح والمساء"، حميدة فى "زقاق المدق"، زهرة فى "ميرامار"، إحسان فى "القاهرة 30"، نور فى "اللص والكلاب"، ونفيسة فى "بداية ونهاية".
الست أمينة فى "الثلاثية"
تبقى شخصية الست "أمينة" زوجة السيد أحمد عبد الجواد فى الثلاثية، كنموذج للمرأة التى تحيا فى ظل زوجها دون أن تكون لها شخصية، ولم ترتكب خطأ طيلة حياتها مع الزوج العنيف، لتمثل دور المرأة المستكينة المقهورة والتى عرفت بجملتها الشهيرة "حاضر يا سى السيد"، جسدته بعبقرية الراحلة آمال زايد.
إحسان "السمان والخريف"
لعبت السندريلا سعاد حسنى دورا من أبرز أدورها فى السينما المصرية حينما جسدت شخصية إحسان شحاتة، المخطوبة للشاب الاشتراكى على طه، وهى واحدة من أسرة فقيرة تدفعها أمها للزنى وطريق الليل بإشراف أبوى فتقع فى مأزق الحيرة وسرعان ما تخرج منه إلى أحضان أحمد مظهر لتبدأ ملحمة «القاهرة 30» وظهور الشخصية الأسطورية محجوب عبد الدايم.
نور
شخصية "نور" فتاة الليل في فيلم "اللص والكلاب"، المأخوذ عن رواية "محفوظ"، وتقع "نور" في حب اللص سعيد مهران الذي تنكرت له زوجته وابنته وباعه صديقه، ولم يجد بجواره سوى بائعة هوى منحته كل شيء وحمته من الشرطة ومن الرغبة في الانتقام، ومن نفسه، ولم يقدم لها شيئا في المقابل.
زهرة "ميرامار"
لعبت دور "زهرة" القديرة شادية، وجسدت فى "زهرة" الشخصية المحورية والفتاة الريفية التى هربت من أسرتها، لأن أهلها أرادوا تزويجها من رجل عجوز لأجل ماله، حيث تأتى المصادفة بها إلى بنسيون "ميرامار" لتخدم مجموعة من الرجال ينتمون إلى جيلين مختلفين ومشارب سياسية واجتماعية مختلفة.
حميدة "زقاق المدق"
من أبزر أعمال شادية حيث قامت بدور حميدة الفتاة الجميلة المتمرّدة، فقد قادها تمرّدها وطموحها غير المتريِّث إلى الوقوع فى حمأة الرذيلة، ففقدت عفّتها، وفقدت احترام أهل الحى.
نفسية "بداية ونهاية"
قدمت سناء جميل شخصية نفيسة، تلك الفتاة التى بدأت شريفة ثم مات والدها واضطرت للعمل خارج البيت خياطة لإعالة إخوتها وأمها.. وعاشت عنوسة قاتلة بكل تفاصيلها النفسية والسلوكية المرتبكة، فبحثت عن المتعة عن طريق البغاء فى السر والخفاء، كل ذلك أدى بها إلى الانتحار بعد محاولات دائمة لاستخدام السخرية كحل لمواجهة متاعب حياتها.
زينب دياب
قدمت سعاد حسنى شخصية زينب دياب فى فيلم «الكرنك» الذى كشف الكثير مما تعرض له جيل ما بعد ثورة يوليو.