رغم إعلان الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الدكتور أحمد عواض، منذ أسابيع، عن زيادة ميزانية إدارة النشر بالهيئة بهدف زيادة نشر الإصدارات التى تحارب الإرهاب والأفكار الظلامية، والاهتمام الملاحظ فى الآونة الأخيرة بإصدار إصدارات متنوعة فى هذه الشأن منها إصدارات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الأخيرة، إلا أن ذلك لم يمنع البعض من اتهام الهيئة بسحب الكتب أعلام التنوير.
وأثار مؤخرا الشاعر سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق، جدلا جديدا بعدما نشر بيانا على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" يتهم فيه الهيئة بسحب كتب أعلام التنوير مطالبا بضرورة الاحتفاظ بكل الكتب حتى وإن كانت تحمل أفكارا أصولية!.
وأوضح "عبد الرحمن"، أن الهيئة قامت بسحب آلاف الكتب، التى يحمل بعضها أفكارا أصولية تتبناها الجماعات المتطرفة، وفى هذا الإطار أيضا قامت بسحب كتب قيمة لجمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده، والمفكر رفعت السعيد، مؤكدًا أنه من الضروري وجود هذه الكتب حتى لو كانت تحمل أفكارا أصولية ليطلع عليها المثقف، ويمكنه تفنيد ما ورد بها من مزاعم والرد عليها.
وتابع الشاعر سعد عبد الرحمن، إن هيئة قصور الثقافة شكلت لجنة أو عدة لجان مهمتها تنظيف المكتبات العامة من الكتب، التي رأى المسؤولون في الثقافة، أن ما تتضمنه من أفكار وآراء يمثل خطورة ما على التوجه العام للدولة ككتب الإمامين ابن تيمية وأبي حامد الغزالي.
منتقدا عمل اللجان، وأضاف أن هذه اللجان لم تميز بين أبي حامد الغزالي والشيخ محمد الغزالي، وبين عبد الرحمن بن الجوزي وشمس الدين محمد بن قيم الجوزية، وكتب حسن البنا وسيد قطب، متهما إياها بإنها تعمل بشكل عشوائى، حتى أنها قامت بسحب كتب جمال الدين الأفغاني وكتب الإمام محمد عبده، وهما من أهم أعلام التنوير في الثقافة العربية والإسلامية الحديثة.
من جانبه تواصلنا مع الدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، حيث قال إن هناك لجان تعمل فى كل المحافظات تقوم بعمل مراجعات لكل الكتب الموجودة بالمحافظات، وتم إرسال بعد الكتب التى عليها ملاحظات من قبل هذه اللجان مركزيا من أجل فحصها، لافتا إلى أن كل هذه التقارير الصادرة عن اللجان ليست نهائية بل هى مجرد تقارير أولية ويتم مراجعتها ودراسة هذه التقارير بشكل دقيق، حيث يتم بحث ما يتم رفعه من هذه الكتب وما سيتم الاحتفاظ به داخل المكتبات.
وأضاف الدكتور "عواض" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن الاتهامات الموجهة بسحب الكتب من مكتبات قصور الثقافة، غير واضحة لإنها لم تحدد أماكن أو مكتبات بعينها، مشيرا إلى أن كل الكتب التى وضعتها اللجان فى تقاريرها يتم بحثها الآن فى المكتبات المركزية بقصور الثقافة ويتم مراجعتها لكن لم يتم استبعاد أى كتب منها حتى، مشيرا إلى أنه سيتم استبعاد فقط الكتب التى تتبنى أفكار ظلامية تهدم الدولة المصرية، فليس من الطبيعى الاحتفاظ بكتب تساعد على نشر هذه الأفكار.
وأتم الدكتور أحمد عواض، أن المكتبات المركزية فى الهيئة تعمل الآن على إعداد قاعدة بيانات لتسجل كافة كتب الموجودة فى مكتبات ومواقع قصور الثقافة، مشددا على أن اللجان المركزية تدرس الأمر بشكل جيد حتى يتم التوصل إلى الكتب والمراجع التى يتم وضعها.