يعرف الأديب الأيرلندى الشهيرجورج برنارد شو، على إنه أحد أشهر من دافعوا عن الإسلام، خاصة أمام الحملات التى شنت ضد الإسلام فى أوروبا فى ثلاثينيات القرن الماضى، فقام بكتابة مقال بعنوان "الإسلام الحقيقى" سنة 1936، قال فيها إنه : "إذا كان لديانة معينة أن تنتشر فى أوروبا خلال مئات السنوات المقبلة فيجب أن تكون الإسلام".
وتمر اليوم الذكرى الـ69 على رحيل الأديب البولندى جورج برنارد شو، الذى توفى فى 2 نوفمبر 1950 عن عمر ناهز حينها 94 عاما، وهو مؤلف ومسرحى شهير، ألّف ما يزيد عن ستين مسرحية، وعرف بكتاباته الساخرة.
وينسب له كلمة شهيرة عن النبى محمد "ص" يقول فيها: "إننى درست تاريخ حياة محمد، ذلك الرجل العظيم، وفى رأيى يجب أن يطلق عليه لقب منقذ البشرية، إننى أعتقد أنه إذا قدر له أن يتولى مسئولية قيادة العالم، فلاشك أنه سيستطيع حل مشكلاته وإقرار السلام والسعادة، لقد تنبأت بأن عقيدة محمد ستكون مقبولة لأوروبا غدًا".
لكن على الرغم من ذلك فإن أول وجود فعلى لأدب الأديب الإيرلندى الراحل صاحبه أزمة كبيرة، يذكرها المفكر والأديب الكبير الراحل عباس العقاد فى كتابه "برنارد شو"، فيروى صاحب العبقريات فى كتابه سالف الذكر، أن الأديب الراحل تناول حادثة دنشواى، والتى شهدت إعدام عدد من الفلاحين المصريين فى قرية دنشواى، أثر مشادة وقعت بين عدد من الجنود الإنجليز وفلاحين مصريين، تسببت فى عدد من المصريين بينهم سيدة، وتوفى ضابط بريطانى، فقامت قوات الاحتلال بقيادة اللورد كرومر بمحاكمة أشبه بالمذبحة، راح ضحيتها العديد من الفلاحين، حيث أخذ "شو" هذه الخاصة وكتب عنها فى مقدمة روايته "جزيرة جون بول الأخرى" فصلا مسهبا فى ست عشرة صفحة، وقال فيها أن "الفلاحين المصريين لم يتصرفوا غير التصرف الذى كان منتظر من جمهرة الفلاحين الإنجليز لو أنهم أصيبوا بمثل مصابهم فى المال والحرمات"، وهو ما عرضه للعديد من الانتقادات وكاد اسمه "شو" يقترن باسم الحادثة "دنشواى" بعد تهكم عدد من الكتاب المستعمرين عليه بحسب وصف العقاد.
واقعة أخرى تخص "شو" ومصر، وذلك بعد أن تقرر فى سنة من السنين الدراسة (1927-1928) تدريس روايته "جان دارك" فى الجامعة المصرية، فأثار القرار اعتراضا ممن سمعوا ولم يطلعوا عليها، لأن النبى عليه السلام ذكر فيها باسم "راعى الإبل".
ويوضح العقاد: قد ورد على لسان شخص من شخوص الرواية لا لسان المؤلف، وإن المؤلف ضع على لسان شخص آخر رده المفحم عليها، فقال: "إن أتباع محمد عليه السلام أوفر أدبا من هذا فى كلامهم عن السيد المسيح، وإنهم يوقرون الحواريين، ولا يقولون عن واحد منهم صياد سمك".
وعندما نمى الخبر إلى علم برنارد شو، صرح لصحيفة "نيوز كرونيكل":"إن جاء فى الرواية لم يكن رأيى أنا، بل رأى الكنيسة فى القرون الوسطى".
ولكن يبدو أن من أوصل له الخبر أساءوا نقله، وافهموا أن الأعتراض على الرواية جاء من الأساتذة والطلبة، فقال: أن الأساتذة يستحقون العزل العاجل جزاء لهم، أما الطلبة فقد يستحقون الصفح".