قالت الكاتبة نورة النومان، إن هناك أساليب عملية وناجحة لاستقطاب الأطفال إلى عوالم القراءة وحدائق المعرفة والكتاب، مثل تدشين حملة لتوزيع كتب مجانية، أو تقديم قصص عن شخصيات يحبونها ومواضيع يهتمون بها، مؤكدة أن علينا جذبهم بكتب يجدون أنفسهم فيها، بمؤلفات مختلفة عن تلك التى يقرأونها من دون حب وشغف فى مدارسهم.
جاء ذلك، خلال ندوة عقدت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب تحت عنوان "أدب اليافعين"، أدارتها لمياء توفيق. حيث بحثت المتحدثتان فى سبل تشجيع اليافعين على القراءة فى العصر التكنولوجى والرقمي.
وحول اللغة التى يقرأ بها اليافعون، قالت "النومان"، إن أغلبية الأجيال الجديدة فى الإمارات تقرأ بالإنجليزية، لأن المحتوى الذى يتعرضون له يوميًا عبر ألعاب الفيديو والأفلام وما يرونه ويتفاعلون معه عبر منصات التواصل الاجتماعى كله بالإنجليزية.
أما الكاتبة جوان سى هيلهاوس، فانتقدت المستوى الذى وصل إليه أدب اليافعين عالميًا، بسبب خضوعه لمعايير السوق، منبهة إلى ضرورة أن يقرأ الشباب قصصًا تنتمى إلى ثقافتهم وتصف واقعهم، مؤكدةً ثقتها فى الأجيال الجديدة، وبأنها ستكون قادرة على التفريق بين الجيد والرديء، طالما أن القراءة تقدم لها عبر وسيلة تحبها وبقالب مناسب لتفكيرها ونمط حياتها.
كما أكدت الكاتبتان المختصتان بالأدب اليافعين، الإماراتية نورة النومان، والكاتبة جوان سى هيلهاوس، على ضرورة استغلال الوسائل التى يحبها ويفضلها الشباب لجذبهم للقراءة، مشددتان على أهمية جذب هذه الفئة إلى المطالعة بأساليب غير تقليدية تستفيد من تعلقهم بالأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية.
وأشارت الكاتبتان إلى أن فئة اليافعين لا تقرأ جيدًا، أو لا تقرأ بالمطلق، بفعل المشتتات الكثيرة، مثل وسائل التكنولوجيا الحديثة وأبرزها الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وألعاب الفيديو التى تستحوذ على جزء كبير من اهتمامهم ووقتهم.
ودعت النومان وهيلهاوس إلى استغلال هذه الوسائل التى يستخدمها الشباب بكثرة، كوسيطٍ للقراءة، كأن يقرأوا كتبًا عبر هواتفهم أو أجهزتهم اللوحية والمحمولة، أو إذا كانوا لا يطيقون فكرة النظر للشيء نفسه لفتراتٍ طويلة، فبإمكانهم مطالعة الكتاب سمعيًا.
ونوهت الكاتبتان إلى ضرورة أن يتفهم الآباء، أن عليهم ترك أولادهم يقرأون ما يحبونه، دون فرض أى نوعية من الكتب عليهم، فلو كانوا يحبون الخيال، فليقرأوا فيه، ولو كانوا يحبون الشعر فتلك ميولهم، مشيرتان إلى أن ترك الحرية فى اختيار موضوع القراءة له دور فى اكتشاف الشباب لمواهبهم وميولهم، الأمر الذى يساعدهم مستقبلًا.