قال الكاتب الكبير سعيد الكفراوي، إن كل كاتب يكتب ما يكتبه الآخرون، وأنه لا جديد في الكتابة لكن الجديد هو الكاتب، وخلال حديثه فى لقائه المفتوح بصالون الجزويت الثقافي الشهري، أمس، حول أهمية إحساسه ككاتب بالمكان الذي يعيش فيه، ومراقبة الجدليات التي يتصور أنه ستظل معه حتى نهاية العمر، مثل: "جدلية الحياة والموت، جدلية الطفولة، جدلية المكان والزمان، جدلية الرحيل، جدلية البشر وعلاقتهم ببعض البعض".
يضيف: "كل هذة الجدليات تشكل العالم الذي تكتب عنه، تشكل الأسئلة التي يتم طرحها، وعبر معرفتي بالقرية، أوان الفصول، المواسم، المآتم، ولادة الحيوان، الحصاد، كل هذة الأشياء انتبهت إليها لمعرفة العالم".
بدأ الكفراوي وعيه بعشق السينما، يحكي: "كنت أنتقل إليها من قريتي إلى مدينة المحلة الكبرى، وكانت أول علاقة بيني وبين الكتابة عندما كنت طالبا بالمرحلة الابتدائية، عندما عرض علي مدرس اللغة العربية قراءة ملخص لألف ليلة وليلة"، مشيرا إلى أن أول قصة تنشر له كانت في مجلة "المجلة" برئاسة تحرير الكاتب الكبير يحيي حقى، الذي هو واحد من مؤسسي الحداثة في الأدب العربى، ومن هنا عرفت مدى النبل الذي عاش به رجل مثل يحيي حقى".
كما تحدث عن ذكرياته مع مقهى ريش والتفافه مع أبناء جيله حول ندوة نجيب محفوظ، حيث يجلس أكثر من ثلاثين شابا منهم إبراهيم أصلان، إبراهيم منصور، محمد عفيفي مطر، أمل دنقل وغيرهم: "جيل عكس الآمال".
وأشار الكفراوي إلى اهتمام أديب نوبل نجيب محفوظ بهؤلاء الشباب، مؤكدًا أنه أصدر مجموعته "خمارة القط الأسود" تأثرًا بكتابتهم، وانتقل في حديثه إلى اهتمامه بالمنطقة الغامضة للقرية المصرية "منطقة الأحلام، والمكبوت الغرائبي, علاقة الحيوان بالإنسان"، فضلا عن تيمة الموت "المحور الرئيسي في كل ما كتبت".