تحتفل الكنيسة الكاثوليكية فى الثامن من ديسمبر من كل عام بعيد "الحبل بلا دنس" فى إشارة إلى السيدة المباركة العذراء مريم، أم يسوع المسيح، فما هو هذا اليوم وسبب الاحتفال به؟
والحبل بلا دنس هي العقيدة الكاثوليكية الرومانية التي تحتجز منذ اللحظة الأولى لإنشائها، والروح من مريم العذراء كانت خالية من الخطيئة الأصلية، والكنيسة الرومانية الكاثوليكية ومحاباة الاعتقاد في عيد الحبل بلا دنس، وكان مهرجانا بهذا الاسم، احتفل أهمية التي هي الآن لأجل غير مسمى، في الكنيسة الشرقية في وقت مبكر من القرن 5 والكنيسة الغربية في الفترة من القرن 7.
وقد أجريت المعارضة للعقيدة الحبل بلا دنس في القرن الـ12 من جانب برنارد سانت الرهبانية الفرنسية وكليرفو في القرن الـ 13 من قبل الفيلسوف الإيطالي الشهير سانت توماس الاكويني، من بين أولئك الذين أيدوا مذهب كان اللاهوتي الاسكتلندي الـ13 القرن جون دونس سكوت.
اكتسب الجدل اللاهوتي حول الحبل بلا دنس الزخم في القرن 19 وأخيرا في عام 1854، أصدر البابا بيوس التاسع مرسوما يعلن رسميا الحبل بلا دنس لتكون عقيدة أساسية للاعتقاد الكنيسة العالمية، تحت عنوان تصور الطاهرة، تم استدعاء السيدة العذراء والراعي للولايات المتحدة، والبرازيل، والبرتغال، وكورسيكا.
بحسب موقع الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، أعلن البابا بيوس التاسع عقيدة الحبل بلا دنس في 8 ديسمبر 1854م أي منذ 165عام، وهذا نصها: "إكراما للثالوث الأقدس، واحتراما وتكريما للعذراء مريم، وارتفاعا للإيمان الكاثوليكي، وتنمية وازدهارا للديانة المسيحية، نعلن ونلفظ أنه تعليم موحى به من الله، ذلك الذي يعلم أن كلية الطوبى مريم، حفظت معصومة من كل دنس الخطيئة الأصلية، منذ أول لحظة من الحبل بها، بنعمة خاصة وامتياز من الله القدير، ونظرا إلى استحقاقات يسوع المسيح فادي الجنس البشري، وعلى كل المؤمنين أن يؤمنوا بذلك بثبات وعلى الدوام".
وبالنسبة للكنيسة، فكلمة "الحبل" هنا، لا تعني الحمل التولدي أو الفاعل من قبل والديها، فجسم مريم تشكل في رحم أمها بمشاركة طبيعية من والدها، لذا فالمسألة هنا لا تتعلق بطهارة علاقة والديها التوليدية، أما الحصانة من الخطيئة الأصلية فقد منحت لمريم بواسطة استثناء فريد عن القاعدة العالميّة عبر استحقاقات المسيح نفسها، والتي يطهر منها أي إنسان آخر بالعِماد. فمريم كانت بحاجة إلى المخلص الفادي لتنعم بهذا الاستثناء، ولتتخلص من الضرورة المعروفة لكونها خاضعة للخطيئة الأصلية ومن الدَين الذي تحمله هذه الخطيئة.