تمر اليوم الذكرى الرابعة والسبعين على قيام الجنرال دوغلاس ماكارثر يأمر بإلغاء الشنتو كدين رسمي في اليابان وذلك أثناء احتلال اليابان، إذ قام بإلغاء الديانة الرسمية لليابان آنذاك فى 15 ديسمبر عام 1945م.
الشنتو هى الديانة الأصلية لليابان، اسمها منقول عن اللغة الصينية (شن تو) وتعنى طريق الآلهة، وباللغة اليابانية كامى، وتعدّ سمتها الحدسية مظهرها الأوضح، ويشعر المؤمنون بحقيقة الكامى وواقعيته.
والشنتو هى أقدم الديانات هناك وهى تقدس الأضرحة والطقوس، وزيارة الأضرحة فى رأس السنة الجديدة هى أبرز طقوسها، وهى ديانة وطنية غير رسمية إذ تجذب الأضرحة الزوار من كل أنحاء البلاد، وهى ليست وسيلة لفهم العالم وإنما لاتصال الإنسان بالكامى، وهى ديانة محلية جدا حيث يرتبط التابع بالضريح المحلى وليس بالدين ككل.
ودوغلاس ماكارثر (26 يناير 1880 - 5 أبريل 1964) كان جنرال أمريكي، جنرال في الأمم المتحدة ومشير في الجيش الفلبيني، كان قائد جيش الولايات المتحدة الأمريكية في ثلاثينات القرن العشرين ولعب دوراً بارزاً في حرب المحيط الهادي أثناء الحرب العالمية الثانية، قاتل ماكارثر في الحرب العالمية الأولى، الحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية، وكان واحد من بين خمسة أشخاص فقط في التاريخ الأمريكي الذين ترفعوا إلى مرتبة جنرال الجيش General of the Army.
ووفقا للدستور اليابانى آنذاك كان يعد الإمبراطور في اليابان رئيس الدولة وأعلى سلطة لديانية الشنتو، ولا تزال اليابان الدولة الحديثة الوحيدة التي تشير إلى رئيس عائلتها الملكية باسم إمبراطور.
ووفقا للعدد من التقارير، في اليابان يطلق على الإمبراطور لقب "تينو" أو السيادة السماوية، في إشارة إلى فكرة أن الأسرة الإمبراطورية تنحدر من الآلهة، وفقاً لعقيدتهم، وواحتفظت الأسرة الإمبراطورية تاريخياً بحق إله للحكم، لكن في القرون الأخيرة بدأت تلك الهالة حول إمبراطورية تتحدى فكرة أن الحكام هم أنصاف آلهة.
وكان أكبر تهديد واجهه التاريخ الطويل للعائلة الإمبراطورية حصل بعد هزيمة اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، فقد كان الحلفاء ينوون إلغاء المكانة الإمبراطورية لهيروهيتو والد الإمبراطور الذي هاجمت باسمه القوات المسلحة اليابانية جزءاً من آسيا الوسطى واجتاحتها.
لكن الجنرال الأمريكي دوغلاس ماك آرثر الذي قاد قوات الاحتلال الأمريكية بعد الحرب أقنع رؤساءه ببقاء الإمبراطور للحيلولة دون الانهيار التام لمعنويات الشعب الياباني، الشنتو كان يدين بها أكثر من 90% من اليابانيين، إلا أن هيروهيتو جرد من صفة نصف إله التي كان يتمتع بها وحرم من سلطاته السياسية.
وقد تم إلغاء هذه الديانة رسميًا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ونفى الإمبراطور أن يكون إلهًا، فبموجب الدستور الذي فرضته الولايات المتحدة بعد استسلام اليابان في نهاية الحرب – ويعتبر ميثاقاً أساسياً بدأ تطبيقه في 1947- بات دور الإمبراطور يقتصر على أنه "رمز الدولة ووحدة الشعب اليابانى"، وذلك للحيلولة دون عودة النزعة العسكرية.