واحد من الأساطير المرتبطة بجبل المقطم، تحريك الجبل الشهير بالقاهرة من مكانه فى العصر الفاطمى، وبحسب بعض التقاليد الكنسية فإن تلك واحدة من معجزات القديسين فى تلك الفترة.
أسطورة نقل جبل المقطم، عليها اختلاف كبير فالبعض ينتصر لها على إنها حقيقة ثابتة حدثت بالفعل، والبعض الآخر ينظر على إنها إحدى الأساطير الدينية التى تظهر فى كل عصر.
ولا تزال تلك القصة محل جدل كبير ما بين مؤيد لها ومدافع عنها بشدة، وبين مشكك فى حدوثها من الأساس، وعلى الرغم من كونها واحدة من المعجزات الشهيرة، إلا أن مصادرها "مجهلة" لدى الكثيرين، ويتم سرد تفاصيلها شفويًا من خلال السماع.
وبحسب كتاب "أم الرحمة – حكايا مريمية" تأليف أديب مصلح، فى أواخر القرن العاشر، وفى عهد أول حاكم فاطمى لمصر، هو المعز لدين الله، كان البطريرك السورى الأصل أبرام بن زرعا، يتبوأ كرسى الكرازة المرقسية، والرجل البطريرك الراحل، رجلا بسيطا، اشتهر بتواضعه وبساطته وإيمانه الراسخ القادر على تحريك جبل.
ويؤكد الكتاب أن هذا الرجل البسيط اختاره الله حتى يحقق معجزته بنقل جبل المقط من مكانه، وبذلك أنقذ الكنيسة القبطية، وذلك كون المعز لدين الله كان مكلفا بالسجالات الأدبية، وبالجدالات الدينية، وقد ألف أن يدعو إلى مجلسه الرؤساء الدينيين المختلفين من مسلمين، ومسيحيين، ويهود، وكى يتجادلوا فى حضوره، وذات يوم دعا إلى جدال بين ممثلى المسيحيين وممثلى اليهود، وكان أحد أفراد البلاط قد اقترح على "المعز" اختبار إيمان المسيحيين، بقول المسيح "الحق أقول لكم إنه لو كان لكم إيمان بقدر حبة خردل لقلتهم لهذا الجبل، انتقل من هنا إلى هناك لانتقل، لما استحال عليكم شئ".
واستدعى الخليفة الأمبا أبرام، وطلب منه إثبات صحة قول المسيح، بجعل الجبل ينتقل، فذعر البطريرك وارتبك، واستمهله الخليفة 3 أيام، فتضرع إلى الله، وفى فجر اليوم الثالث ظهرت له العذراء فى الحلم، ومضى البطريرك وأبلغ الخليفة، واجتمع الرهبان والقساوسة، ومع أول إشارة للبطريرك حدثت هزة أرضية عنيفة، فارتفعت التلتة، ثم هبطت، وتكرر ذلك مع كل إشارة للبطريرك.
وبينما تؤيد أغلب المواقع المسيحية، والآراء الخارجة عن الكنيسة المصرية الواقعة إلا أن هناك عدد من الباحثين يكذبها، فبحسب الباحث شريف رمزى فى دراسته "أسطورة نقل جبل المقطم" فإن:"رواية (نقل جبل المقطم) كتبها ميخائيل أسقف تنيس، راوى سيرة إبرام ابن زرعة البطريرك الذى تمت فى عهده المعجزة، وكتبها فى إطار تدوينه لسير 10 من الآباء البطاركة، وليس ساويرس ابن المقفع".
وأوضح أن الجزء الذى دونه الأنبا ميخائيل، أسقف تنيس، وتضمن أول ذكر لمعجزة "نقل جبل المقطم"، لم يظهر للنور إلا بعد مرور أكثر من 70 عامًا على الواقعة، وبرغم ذلك فإن أقدم النسخ المخطوطة المحفوظة إلى الآن من "سير البيعة المقدسة" متضمنة سيرة الأنبا إبرام ابن زرعة، والمعجزة التى جرت فى عهده يعود تاريخها للقرن الـ14، فالأصول ضاعت وما وصلنا هو نقل بواسطة النساخ فى أزمنة لاحقة.