"الديانة الطوطمية، قديمة، كان لها فى العصور القديمة انتشار فى بقاع عديدة من العالم، فى آسيا، وإفريقيا، وأستراليا، وفى الأمريكتين بين الهنود الحمر، ولا تزال آثارها وبقاياها حية سواء ككيانات دينية مستقلة أو من خلال تخفيها وتسربها إلى معتقدات قطاع من المؤمنين بالديانات الكبرى من العالم" هذا ما يقوله كتاب تطور الديان لـ الدكتور محمد عثمان الخشت عن هذه الديانة القديمة قدم الإنسان.
"الطوطمية ديانة لها صور متعددة فى القارات المختلفة لكن ما يجمعها هو أنها تعبد الطوطم الذى يشير إلى نوع من الكائنات أو الأشياء التى يعتبرها أبناء القبيلة مقدسة، والطوطم هو بمثابة الجد الأعلى للقبيلة، وتكون الطواطم فى أغلب الأحوال حيوانات ثل (البقرة، النسر) وفى بعض الأحيان يكون الطوطم من النبات مثل شجرة الشاى وفى أحيان أكثر ندرة يكون الطوطم من الجمادات مثل الكواكب أو النجوم أ لبحار. وتشير عقيدة الطوطم إلى اعتقاد داخلى فى قوة غيبية مقدس، وفى مبدأ يحدد مجموعة من الجزاءات يتعين تطبيقها على كل من يحاول انتهاك المحرمات.
ويرمز الطوطم سواء أكان حيوانا أو نباتا أو جمادا إلى هذا المبدأ المقدس من ناحية، وإلى الجماعة أو العشيرة من ناحية أخرى. وعلى ذلك فإن الطوطمية تصنف كدين لأنها عبارة عن نسق من المعتقدات المرتبطة بالأشياء المقدسة.
والديانات الطوطمية سحرية وأخذ فى بعض مراحلها سمة الديانة الإحيائية.
ولا تزال هذه الديانة موجودة فى بعض المجتمعات البدائية فى الهند، كما أنها تغلغلت فيما بعد إلى الفيدية كمت هو واضح من سفراتها رفا فيدا. ثم استمرت فى الوجود فى الديانة البراهمانية ومن بعدها الهندوسية حيث اتضح فى كل هذه الديانات بقايا الديانة الطوطمية والإحيائية.