عقب الدكتور الناقد صلاح فضل على قرار شيخ الأزهر بإنشاء مركز دائم باسم "مركز الأزهر للتراث والتجديد"، للإسهام في عملية التجديد الديني، قائلاً: يستحيل أن ينجح هذا المشروع لما يلى:
سوف يقتصر على عبادة التراث لأن المؤسسة محافظة في صميمها ولا يمكن لها أن تقترف التجديد، والتجديد دائمًا مغامرة فردية جريئة لا يقبلها الآخرون لأنهم يخشون على مراكزهم ولا تطبقها عقولهم، كما أن التجديد يحتاج تكوينا عقليًا وعلميًا ونفسيًا لا تطبقه الأوساط الدينية ولا ترحب به.
وأشار الدكتور صلاح فضل فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إلى أنه في الاجتماعاتالعامة دائمًا يشرع المحافظون سلاح التكفير والتخويف في وجه من يرونهم يتفوقون عليهم فى الفهم ويعثرون على نصوص تؤيدهم، وقال "تجربتى الشخصية وتجربة من قبلى التاريخية تؤكد أن الأزهر أدان من حاولوا ذلك منذ الإمام محمد عبده حتى الآن.
وتساءل الدكتور صلاح فضل، منهم هؤلاء العلماء الذين سيتشكل منهم المركز؟، وهل سيكون منهم فلاسفة ومفكرون أحرار وأنصار الفكر العلمى الحديث وأدباء ومبدعون وحكماء في القانون والاقتصاد والتاريخ أم مجرد وعاظ ومفطرون ورواه أحاديث ضعيفة؟، وهل ستشارك النساء المثقفات فى هذا المركز من عالمات الاجتماع وقائدات النهضة العقلية للمرأة؟، وهل سيجمعون تراث تحرير المرأة أم يعتبرونه ضلال؟، ويتابع قائلا : "فى ظل العقلية السائدة لا أرى أي أمل فى هذا المركز"، ولكنى أطالب حال إنشاء المركز ضرورة استبعاد كل السلفيين والإخوان الذين ما زالوا يحتكرون المناصب القيادية بالأزهر.
وقال الدكتور صلاح فضل، إن القائمين على المؤتمر العالمي للأزهر، وجهوا لي الدعوة أخيرًا كي أحضر مؤتمرهم عن التجديد، فأبلغت للسكرتيرة التي حدثتني فى التليفون: "مثلى لا يدعى لكى يستمع فقط فلم يعد لدى وقت للفرجة"، وتوقعت أن يقوم وزير الأوقاف وهو بحسب نفسه ناقدًا أدبيًا لابد أن يكون قد قرأ واحدًا من كتبى الأربعين فى النقد بالاتصال بى، لكنه طبعًا لم يفعل شيئًا من ذلك، وهو لم يحضر معنا عشرات الجلسات التى عقدها المثقفون مع الإمام الأكبر عندما وضعنا أسس التجديد التى تنكر الأزهر لها وتجاهلها.