كتاب "الفرعون الأخير" لـ"جيلبرت سينويه": محمد على باشا عاش عظيما ومات وحيدا

عندما مات محمد على باشا فى 1849 لم تكن جنازته عظيمة تليق برجل بنى مصر الحديثة، حيث إنه توفى فى صمت تام وأطلقت رصاصة مدفع واحدة وتم دفنه بجوار قلعة القاهرة، هكذا يتحدث كتاب "محمد على الفرعون الأخير" للكاتب الفرنسى الكبير "جيلبرت سينويه" الصادر عن مطبوعات الجمل.

ويرى "سينويه" أنه لا يعتقد أن تاريخ مصر يتوقف عند الملكة نفرتيتى، فهناك شخصيات جذابة لابد من التحدث عنها ومنها شخصية محمد على باشا.

وعن جذور محمد على باشا أكد "سينويه" أنه هناك أقاويل كثيرة حول هذا الموضوع فهل كانت جنسيته تركية أم ألبانية، وهل حقا كان محمد على بائعا للتبغ وكان يقوم بجمع الضرائب عام 1801 وفى السنة نفسها التى ترك فيها الجيش الفرنسى مصر.

وركز "سينويه" على أنه منذ عام 1801 حدثت فى مصر فوضى عامة يشبهها الكتاب بما يحدث فى سوريا الآن، موضحًا أن محمد على استفاد من الخلاف الذى كان متواجدا بين رستم باشا محافظ القاهرة وخورشد باشا محافظ الإسكندرية، حيث إنه أحدث فتنة بينهما، وبذلك همش جميع منافسيه حتى وصل لما كان يريده إذ طلب العلماء وحاكم مصر فى هذه اللحظة الفارقة اختيار محمد على ليكن هو قائدهم، وفى النهاية وصل هذا الأمر إلى اسطنبول.

ويضيف المؤلف الفرنسى أنه عندما تقلد محمد على حكم مصر، فكر فى مقولة بونابرت وهى أنه سيحافظ على نهر النيل، ولذلك قام بالاهتمام بحفر وادى النيل وبناء القنوات، بالإضافة إلى إقامة السد الأول للاحتفاظ بمياه نهر النيل أثناء الفيضان لكى تصل هذه المياه المخزنة إلى أحواض، وأيضا اهتم بإنشاء الترعة المحمودية وإقامة إعماله لتنقية مياه. وسرد "سينويه" اهتمام محمد على بالتجارة لذلك قام بإنشاء البريد والفنار الأول للإسكندرية، وأيضًا التلغراف، كما أنه اهتم بإنشاء أول البواخر والطوابع، هذا بالإضافة إلى أنه قام بإعادة تشغيل مصانع البنادق. واستعرض الكاتب اهتمام محمد على بالأقباط وحرصه على المساواة والتسامح بين المسلمين والمسيحيين، حيث إنه فتح العديد من المستشفيات القبطية، مضيفا أن محمد على كان يرغب فى ترسيخ أفكار دينية عن التسامح.

ولفت "سينويه" إلى أن محمد على باشا أدرك أهمية العنصر العسكرى الذى كان يدخل فى حيز النسيان، حيث تمكن محمد على من غزو السودان وبناء مدينة الخرطوم، كما أنه قام بغزو سوريا وفلسطين ولبنان، وبعد هذه الغزوات غضب الغرب من هذه السيطرة باستثناء فرنسا، ولذلك أدرك محمد على هذا الغضب والخطر النابع من المماليك لذلك قام بدعوتهم فى القلعة للاحتفال ونفذ خطته وقتلهم جميعًا.

وتابع الكاتب أنه تحدث عن الحالة المرضية التى كان يعانى منها محمد على، حيث إن صحته بدأت فى التدهور وكبار الأخصائيين لم يتمكنوا من تشخيص مرضه فى ذلك الوقت حيث إنه كان يعانى من الزهايمر. واهتم الكاتب أيضًا، بسرد قصة تولى عباس الأصغر الحكم، وما فعله حيث إنه كان يكره المسيحيين ولذلك أغلق كلية الطب ومستشفى القاهرة والمستشفيات المختلفة. وأكد الكاتب أن شخصية محمد على لم تكن حقًا مصرية لكنه جزء مهم من تاريخ مصر، حيث إنه جعل مصر منفتحة على التقدم وجعل العالم ينفتح على مصر.

وعن تسميه الكاتب "محمد على الفرعون المصرى" قال الكاتب إن محمد على خليط يجمع بين عدة أمور منها أنه الرجل القوى والمؤسس والمنشئ للكثير من المجالات الزراعية السدود وهى الصور التى جعلته يفكر فى أن روحه فرعونية حيث أنه استطاع يؤسس أسطولا فى بلد ليسبها أخشاب وأيضًا أسس أقوى جيش قوى فى العالم.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;